عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لاشك أن  مسألة التباينات فى استيعاب تعاليم الدِّين، وتوظيفها، واستخدامها وتأثيرها فى تشكيل الثقافة  المجتمعية، وعلى مسألة التأويل، فى إطاره التنظيري، ومن ثم إعادة استخدامها، وطبيعة وإيجاد آليات دسها فى الواقع المجتمعيّ، أى فى الذِّهاب إلى تشكيل واقع اجتماعى مغاير وثقافة مجتمعية تشكل خطورة لجاذبية المادة الاجتماعية المغلفة بإطار دينى وتصور شكلى لقيم فاضلة.

لاشك أن هناك ارتباطا بين ما يحدث من تغيرات متتالية وتحولات على مستوى المجتمعات وحال الثقافة المجتمعية ، فالثقافة فى النهاية مرآة تعكس شكل الممارسات الفردية للناس بين بعضهم وبعض فى مختلف سياقات التعامل اليومي، مما يعكس نوعية الثقافة السائدة، والكاشفة لحالة التراكم التاريخى المتوالى من المفاهيم المختلفة، مما يولد ايمان كامل بتلك المفاهيم، لدى غالبية الشرائح الإنسانية فى طبقاتها الاجتماعية، بحيث تشكل واقع أساسى فى شكل التعاملات اليومية وردود الأفعال المتخذة كمواقف تجاه الأحداث تمثل مرتكزات ثقافية تحرك الفرد والمجتمع كما حدث فى قضية الراحلة سيدة دار السلام.

فى أى مجتمع تواجه القيم الجديدة صعوبة بالغة فى الوصول لمنع أو قبول الناس لهذه القيم، والتى فى المستقبل ستشكل القيم العامة للمجتمع أو التى سوف تؤثر عليه بشكل ما، وفى مجتمعاتنا الشرقية و العربية تظهر هذه المشكلة بشكل واضح جدًا، وهناك سبب لكل هذا، وهو تأصل قيم قديمة وتقليدية فى وجدان الناس، بعض هذه القيم أقدم حتى من العقائد والأفكار التى تقوم عليها مجتمعاتنا.

ودائمًا ما تنمو الثقافة المجتمعية فى اتجاه إحداث تطور ما فى حركة المجتمع فى شتى السبل وكافة الاتجاهات لتكوين أهم سمات المجتمع الثقافية.

وأرى فى النهاية أن الثقافة المجتمعية تشكل رؤية وشكل وهوية تمايز  بين الأمم المتقدمة والأخرى المتخلفة، لأن الفروق النظرية والواقعية فى حالات التعامل الواقعى مع المتغيرات وتطور البنية القيمية المشكلة للسلوك للمواطن فى كل منهما تبدو دومًا مختلفة.. اختلاف فى الرؤى والمنطلقات السلوكية اليومية فى شكل القيم والأخلاقيات وردود الأفعال بشكل عام.

وبالرجوع إلى حادث «سيدة دار السلام»، أرى عدم صواب الاكتفاء بتوصيفها أنها فقط نتاج فكر ذكورى يناصب المرأة العداء ويراها أنها أصل كل الشرور، حيث ينبغى التوقف عند كل الجوانب المشكلة لبنية الثقافة المجتمعية بكل عناصرها.

لابد من تشجيع الدولة لإنشاء بيوت للتفكير واستطلاع الرأى ومراصد لتوثيق حركة نمو المجتمع وتطور بنية مواطنيه الاجتماعية والثقافية والعلمية والقيمية والروحية.

لقد بات للخطاب الدينى التأثير البالغ فى توجيه وتشكيل فكر الناس ووجدانهم وسلوكهم فى مجتمعاتنا العربية، حيث يشكّل الدين فيها مكوّنًا بارزًا من مكونات الهوية الفردية والجماعية. والخطاب الدينى هو شكل من أشكال الاتصال مع الناس فى ظل مجتمعات تُعتبر فى غالبيتها متدينة وفق تصوراتها للتدين. وليس غريبًا أن يكون الحديث عن الخطاب الدينى ذا أهمية فائقة فى وقتنا الراهن.

[email protected]