رؤى
الذى يعود إلى سيرة شمشون الجبار كما روتها التوراة ، ويتأمل مولده وحياته وكيفية مماته، خاصة الواقعة التى مات بها ، وراح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطينى من الأطفال والرجال والسيدات، سوف يصاب بالحيرة عند محاولته لتصنيف هذه الشخصية
جاء فى سفر القضاء أن والدة شمشون مثل سائر أنبياء بنى إسرائيل، تجلى لها ملاك الرب فى هيئة رجل وبشرها بغلام، حكت لزوجها ويدعى «منوح» الواقعة، وأشارت إلى أن الرجل اشترط لكى تحبل أن لا تشرب: « خمرا أو مسكرا أو تأكل شيئا محرما « ، كما حذرها بعد ولادة الطفل من: « حلق شعر رأسه «، ولد الطفل وأسمياه شمشون ( بالعبرية شمش: بمعنى شمس أو مثل الشمس ) بعد فترة تعرف شمشون على « دليلة « من بنى إسرائيل، وشغف قلبه بحبها، وعلم الفلسطينيون بهذه العلاقة، فذهبوا إليها وعرضوا عليها من كل رجل ألف ومائة شاقل، مقابل أن تكشف لهم عن سر قوته فتحايلت دليلة عليه حتى كشف سر قوته وكانت فى شعره، انتهزت فرصة نومه وقامت باستدعاء رجل فحلق له خصلات شعره السبع، ثم سلمته للفلسطينيين، فقاموا بقلع عينه وحبسوه فى سجن غزة، وبعد فترة داخل السجن فكروا فى إعدامه بتقديمه كذبيحة للإله «داجون» ، وكان شعره قد نما وطال ..
فى اليوم الموعود اجتمع أقطاب الفلسطينيين ( وعددهم خمسة )، ليحتفلوا بتقديم شمشون ذبيحة، واكتظ المعبد، حسب النص التوراتى ، بالرجال والنساء، وكان على السطح ( سطح المعبد ) نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة يتفرجون على شمشون، ولما جاءوا به من محبسه طلب شمشون وهو أعمى ( سبق وأقلعوا عينه بعد القبض عليه ) من الغلام الذى يقوده، أن يجعله يسند على الأعمدة التى يقام عليها المعبد، وصلى للرب قائلا: اذكرنى وقونى هذه المرة فقط لأنتقم من الفلسطينيين عن قلع عينى بضربة واحدة، ثم قبض على العمودين المتوسطين اللذين يرتكز عليهما المعبد، وضغط وهو يقول : « لأمت مع الفلسطينيين « ، ثم دفعهما بكل قوته فانهار المعبد على الأقطاب وعلى الشعب الذى فيه، فكان الذين قتلهم شمشون ( بصياغة النص التوراتى ) عند موته أكثر من الذين قتلهم فى حياته .