رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

للأسف أزمة سد النهضة أصبحت من الموضوعات التى تتسبب فى ارتفاع ضغط الدم لأغلب المصريين، سنوات طويلة ونحن نتحلى بسياسة ضبط النفس، ونعمل بمقولة: اشترى الجار قبل الدار، لكن الأيام أثبتت أن الجار، كما يقولون: جار سو، لا يستحق أي تقدير أو احترام، ويحتاج منا وقفة تضعه فى حجمه الحقيقى.

رئيس وزراء إثيوبيا أدلى منذ أيام بتصريحات شديدة العدائية، قال إن بلاده ماضية فى الملء الثانى لسد النهضة، إن المرحلة الثانية من ملء السد ستتم فى موسم الأمطار المقبل، أى خلال شهرى يوليو وأغسطس. كما أنها تقدمت بشكوى ضد مصر والسودان إلى مجلس الأمن، اتهمتهما فيها بتعطيل المفاوضات، ورفضهما تقديم أية تنازلات، وأن البلدين يفضلان تدويل القضية من أجل ممارسة ضغط غير مبرر على إثيوبيا.

وتردد إعلاميًّا أن الحكومة الإثيوبية بدأت بالفعل فى إجراءات ملء السد، قامت بفتح البوابات العلوية للسد عند مستوى منسوب 540، بهدف تخفيض المياه وصب الخرسانة وتعلية السد إلى مستوى قد يصل إلى 595 مترًا.

غير خفي عن أحد أننى كنت ضمن الفريق الذى تبنى مبدأ ضبط النفس، والتوصل إلى اتفاقية قانونية تحفظ حقوق جميع الأطراف، بعيدا عن المنازعات والخلافات، خاصة بين بلدان تضمهم قارة واحد، فالعنف يترك آثارًا فى النفوس تظل محفورة لسنوات طويلة، ومصر أكبر بكثير من الدخول فى خصومة مع بلد بحجم وحالة إثيوبيا، قد تعمل هذه الخصومة على انقسام بين دول القارة، ومعظم المقالات التى كتبناها دعونا فيها إلى التمسك بضبط النفس، وكلما تعنتت الحكومة الإثيوبية وتصدت بعنف ووقاحة لمسار المفاوضات، كنا نطالب بضبط النفس والتفكير فى آلية نتوصل من خلالها سلميا إلى اتفاق قانونى ملزم يطمئن الشعوب الثلاثة.

لكن بصراحة الكيل فاض، والناس مرارتها «انفقعت»، والمسألة لم تعد حق مصر فى مياه النيل، بل أصبحت مسألة كرامة، نعم كرامة، مصر أكبر بكثير من أن تضع نفسها فى هذه الخانة، والمفترض أن ترد الإهانة، وتعلم قيادات إثيوبيا درسًا يتذكرونه طوال العمر.

 

[email protected]