عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

عندما تطل علينا عبر صرعة «يوتيوب» امرأة منقوصة «كسر» تطالب بإطلاق عيد لتعدد الزوجات ويكون تاريخه وفقًا لعقلها المخبول اليوم التالى لعيد الأم– نكاية فى الأمومة والتضحيات التى تبذلها كل زوجه مع زوجها وأولادها–، وعندما تطل علينا أخرى مهزوزة مشوشة تطالب كل زوجة بأن تسعى لتزويج زوجها كحل للعنوسة ومواجهة الانحراف المتفشى، على أساس أن الرجل صارت لديه قدرات فائضة من وقت وجهد ومال عن زوجه وعليه أن يوزعه على نساء أخريات، وعلى أساس أن الإحصائيات الرسمية لا تفضح أن أكثر من 60% من المصريات عائلات لأسرهن، أى المصدر الأساسى للإنفاق على الأسرة بما فيها زوج وأولاد، وعلى أساس أن معظم الأزواج لا يعتمدوا على عمل الزوجة أيًا كان نوع هذا العمل ومستواه للإنفاق على البيت، وبالتالى عليها أن تساعده للزواج بأخرى وحبذا لو تولت الإنفاق عليه وعلى زوجته الجديدة.

وعندما تطل أخرى منقوعة الوجه فى الألوان لتنادى الزوجات بالصبر على العنف والضرب والإيذاء من زوجها، حتى لا تفقده وتتحول إلى مطلقه تقضى عيد ميلادها– يا عيني– وحدها بلا زوج، أو تحتاج لسباك وكهربائى ولا تجد زوجها بجانبها لاستقباله، أقول عليه العوض ومنه العوض فى أفكار وعقول وشخصية المرأة المصرية، التى حاربت عقودًا من أجل كيانها، وتمكينها سياسيًا واقتصاديًا ومجتمعيًا، وبدأت تحقق بعض القشور من كل هذا، فإذا بمخطط «قذر» لسرقة كل تلك الحقوق والمكتسبات، مخطط لتطبيع العنف والقهر ضد المرأة، وحرمانها من كل الحقوق والعودة بها إلى عهد الجوارى.

ويطل علينا إعلامى متلون مهزوز ليقول «إللى يقولك سعادة زوجية اضرب أمه بالجزمة» وهذا الإعلامى نفسه تخلى عن ابنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، وبهدل أم طفله فى المحاكم لتحصل منه على نفقتها ونفقة الابن المسكين، والقنوات تفرد له المساحات، وعندما اسمع شيوخ فتنة ينصحون الرجال بضرب الزوجات وتأديبهن تحت زعم تنفيذ أوامر الإسلام، أو الزواج عليها لتأديبها وكسر نفسها، بدلًا من نصحهم بتأديب أنفسهم أولًا، ومعاملة الزوجة بالحسنى وعدم البخل أو الخيانة لها، مع ترويج هؤلاء الشيوخ بأن تعدد الزوجات سنة مؤكدة أمر بها الرسول «ص» وينسون أن زواجه كان لبعث رسائل ومبادئ معينة، ونسوا أيضاً قول الله سبحانه «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً» سورة النساء، وقوله فى آية أخرى: «وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ» فما تفسير ذلك؟ «أى نفى الله تحقيق العدل وانتفاء النتيجة ينتفى معها السبب، فبدلًا من اللهث وراء «مثنى وثلاث ورباع»، الهثوا وراء كيفية معاملة الزوجة، واستنوا بسنن رسولنا الكريم فى القوامة فى الإنفاق والقيام على شئونها ومساعدتها فى شئون البيت والرفق بها وبحالها وملاطفتها، وتوصيته بها فى خطبة الوداع.

للأسف هناك هجمة شرسة من نساء موتورات على بنات جنسهن، وهناك جهود مسمومة موجهة وممنهجة من رجال لتطبيع المجتمع المصرى لممارسة وقبول العنف ضد المرأة، وأخشى نجاح هذا المخطط، خاصة مع مشروع القانون الكارثة الذى كان سيمرر لولا تنبه الكيانات المجتمعية المحترمة له، الذى يجرد المرأة من هويتها القانونية تمامًا، مع أطفالها ومع نفسها، ويحرمها حتى حرية الزواج أو السفر للخارج، ويضعها تحت وصاية أى رجل من العائلة وصاية أبدية وكأنها «مرفوع عنها القلم» أى مجنونة، ويجب الحجر عليها وعلى كل تصرفاتها منذ المهد وحتى اللحد.

يا ساده... طبقًا للإحصائيات الرسمية- والواقع أكبر بكثير– هناك 5 ملايين و600 فتاة وامرأة مصرية يتعرضن للعنف سنويًا على يد الخطيب أو الزوج، 2 مليون و400 ألف أصبن بنوع أو أكثر من العاهة أو الإصابة نتيجة هذا العنف ضدها من الذكور، مليون زوجة تترك منزل الزوجية جراء هذا العنف، 200 ألف امرأة يتعرضن لمضاعفات خطيرة فى الحمل بسبب العنف ضدها من الزوج، ولم تتقدم ببلاغات للشرطة سوى 75 ألف سيدة فقط للإبلاغ عن العنف الذى تتعرض له.

.. وللحديث بقية.

[email protected]