رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

قبل أكثر من خمسين سنة من ولادة الأصفهانى (284 356هـ) صاحب كتاب الأغانى بسنوات، ذكر الجاحظ (ت 255هـ) واقعة تحرش عنترة بن شداد بسمية زوجة والده فى كتابه»المحاسن والاضداد» بدون اسناد، مع اختلاف فى ترتيب الأبيات التى ذكرها الأصفهانى مع خبر تحرش، ذكر الجاحظ:

«وكانت امرأة شداد أبى عنترة ذكرت له أن عنترة أرادها عن نفسها، فأخذه أبوه فضربه ضرب التلف، فقامت المرأة فألقت نفسها عليه لما رأت ما به من الجراحات، وبكته، وكان اسمها سمية، فقال عنترة : أمن سمية دمع العين مذروف/لو كان ذا منك قبل اليوم معروف.. كأنها يوم صدت ما تكلمنا/ظبيٌ بعسفان ساجى العين مطروف.. قامت تجللنى لما هوى قبلي/كأنها صنمٌ يعتاد معكوف.. المال مالكم والعبد عبدكم/فهل عذابك عنى اليوم مصروف»

الأشعار التى وصلتنا لعنترة تجسد لنا صورة الرجل المثالى فى خلقه، كما أنها تضعه ضمن الشعراء العذريين، وواقعة مثل هذه على النقيض تماما من صورة عنترة، كما أنها لا تتسق وعادات القبائل فى الجاهلية، فما بالك وإن كانت الواقعة تحرش عبد بامرأة من الحرائر، ومن عبد ضد زوجة سيده ووالده.

ما يزيد الأمر التباسا الأبيات التى ذكره الأعلم الشنتميرى (ت 476هـ) فى» أشعار الشعراء الستة الجاهليين»، لعنترة بن شديد، والتى خاطب فيها سمية، وقد نقلها عنه الأب لويس شيخو في» شعراء النصرانية: طربت وهاجتك الظباء السوانح..غدت منها سنيح وبارح/فمالت بى الأهواء حتى كأنما.. بزندين فى جوفى من الوجد قادح/تعزيت عن ذكرى سمية حقبة..فبح عنك منها بالذى أنت بائح/لعمرى لقد أعذرت لو تعذرينى..وخشنت صدرًا غيبة لك ناصح/أعادل كم من يوم حرب شهدته..له منظر بادى النواجذ كالح/فلم أر حيًا صابروا مثل صبرنا..ولا كافحوا مثل الذين نكافح/إذا شئت لاقانى كمى مدجج..على أعوجى بالطعان مسامح/نزاحف زحفًا أو نلاقى كتيبة..تطاعننا أو يذعر السرح صائح/فلما التقيننا بالجفار تضعضعوا.. وردت على أعقابهن المسالح».

هذه الأبيات، المنسوبة لعنترة، تضعنا أمام سؤال آخر لا يقل أهمية عن سؤال التحرش، وهو هل عنترة أحب سمية قبل تحرره من العبودية؟، هل أغرم بها خلال فترة المراهقة؟ وللحديث بقية.

 

[email protected]