رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

من قلب الحروب والدماروالخراب السائد فى منطقتنا ، تضئ دولة الإمارت العربية ، نورا ساطعا فى ظلام يريدون فرضه علينا  ليس  على الأرض  فقط ، بل فى نفوس البشر كذلك  وأفئدتهم. وقبل أيام وفى العيد الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصل بنجاح  فى التاسع من فبراير الحالى ، «مسبار الأمل «الإمارتى لمداره المرسوم له فى كوكب المريخ ،بعد سبعة أشهر من إطلاقه فى 20يوليو الماضى .كما أرسل أول إشارته باللغة العربية  كما حرص على ذلك منفذوه،  فضلا عن الصور التى التقطها للكوكب الأحمر . 

 الرسائل التى يحملها هذا النجاح العلمى الباهر أكثر من أن تحصى .أولها أن الثروات العربية باتت تنفق فى مجالاتها الحقيقية فى خدمة التقدم  العلمى والاقتصادى والتنموى  والمعرفى ،سواء كان ذلك على المستوى القطرى أو على مستوى البشرية جمعاء .والرسالة الأهم  هنا ،أن الإرادة السياسية  حين تثبت وتحضر، فإن التحديات تصغر وتتراجع ، و ما يعد مستحيلا يبدأ فى التلاشى  .ولعل تلك المعانى الراقية  هو ما أكدها  الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى فى تغريداته عن المسبار ، موضحا أنه يسعى لتأهيل الجيل الجديد من علماء الفلك والفضاء العرب ، ولاستئناف جزء من الحضارة العربية العلمية  التى كانت فى الماضى ، حينما  لعبت دورا كبيرا فى المساهمة فى المعرفة الإنسانية .وأننا كعرب نثبت للعالم، قدرتنا على المنافسة مع أعظم الأمم فى السباق على المعرفة ، مشددا على   أن الأحلام العظيمة لا أفق لحدودها . 

عاش العرب ماضيهم وجزءا  لا يستهان به من حاضرهم ، مستهلكين لما يصنعه غيرهم من منتجات ومختراعات وتقنيات  واكتشافات ، حين أبقوا البحث العلمى فى ذيل الاهتمامات وخفضوا  الانفاق المالى عليه  فى الميزانيات العامة .وهاهو مسبار الأمل يقلب تلك المعادلة ، ويحصرها فى الماضى ،إذ تصبح الإمارات أول دولة عربية تدخل السباق الدولى الفضائى  ،لاكتشاف خصائص كوكب المريخ ، ومدى ملاءمته لسكنى البشر، بجانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبى، لتغدو واحدة من الدول صانعة المعرفة على المستوى العالمى ، حينما يوفر مسبار الأمل البيانات اللازمة عن طبيعة الغلاف الجوى للمريخ ، ومدى درجة الحرارة والأبخرة المائية والتجمعات الجليدية المحيطة به . وسوف تساعدنا تلك المعرفة على فهم أكثر عمقا للغلاف الجوى  لكوكب المريخ، بما يوفر القدرة المستقبلية على التنبؤ بأحوال الطقس والتحكم فى التغيرات  المناخية المختلفة  التى ترافقه كغزارة الأمطار والأعاصير وسرعة الرياح ، و هو ما ينعكس إيجابيا على الأنشطة الاقتصادية فى قطاعات الزراعة والصناعة والنقل الجوى والبحرى والسياحة  . 

لم يكن إطلاق مسبار الامل ونجاحه فى الوصول إلى مداره المحدد، رسالة التفاؤل والبهجة والفرح الوحيدة التى ترسل بها الإمارات إلينا ، لتشد من أزرنا وتبعث فى نفوسنا الثقة بالنفس وتحفز القدرة على التحرك والإنجاز،وهى رسالة شديدة الوضوح لمن تنقصه الأدلة ،  على أن العرب يستطيعون، إذا أرادوا ، وأن لديهم من المهارت والكفاءات ما يؤهلهم لوضع تلك الإرادة موضع التنفيذ. 

ويكفى فخرا لكل الشباب العربى أن يعلم أن مشروع مسبار الأمل شارك فى تنفيذه 200 مهندس من الشباب الإ ماراتى ، وان نائبة مديرذلك المشروع امرأة شابة ، بما يؤكد أن القيادة السياسية ، تضع بناء مستقبل بلادها فى أيدى شبابها  من الرجال والنساء ،النابهين المؤهلين والأكفاء ، ادراكا لحقيقة أن نحو 66% من سكان البلاد العربية هم الآن  من الشباب . 

سيسقط مسبار الأمل الصور النمطية القبيحة التى درج الغربيون على رسمها للعرب كأرهابين وقتلة ومتخلفين ، دون أن يتوقفوا أبدا ، عند دور استعمارهم لبلادنا ونهبها ، فى الوصول بنا  إلى حافة التخلف .غدونا بعد مسبار الأمل أمة فتية ناهضة تعمل  بآليات العصر لامتلاك  وسائل المعرفة  فى الأرض وفى الفضاء ، ويحق لنا بذلك  الزهو  بأننا بتنا أندادًا لمن سبقنا إلى امتلاكها .