رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. رحل البدرى فرغلى النائب المحترم، وبصمة البرلمان المصرى التى لن تتكرر.. رحم الله البدرى فرغلى العامل الحقيقي، والنائب بحق، والمدافع الشرس عن الحق يوم ضاع بين عبدة المال وخدم السلطان، هذا العامل صاحب العجلة.. عاش يركب دراجة بسيطة وتندر عليه ذوو الياقات البيضاء بعدما استولوا على الأراضى وخير الشعب وأصبحوا طبقة هلامية وتخلوا عن أصولهم وبداياتهم شديدة التواضع والفقر وكانوا يركبون «المرسيدس» آخر موديل ويقودها  لهم السائق، وكان البدرى النائب الحقيقى يعرف تاريخ ونشأة كل منهم، لماذا؟ لأنه يقضى كل وقته فى الشارع وعلى المقهى ويستمع للشعب الصوت الصادق الذى لا يعرف الكذب ولا التجمل وعنوانه الحقيقة فقط.. كان رد البدرى على متلازمة المرسيدس والعجل «كل نائب يمثل ناخبيه» والعجلة هى الشائعة بين من أعطونى صوتهم..

أعتقد أن جدران البرلمان تبكيك اليوم يا أستاذ «البدرى فرغلي»، فكم اهتزت وصرخت مع صرخاتك المدوية فى أقوى استجوابات خلال 40 سنة برلمانًا.. كنت نائبًاا عن العمال وفى الحقيقة كنت أقوى من الحكومات والأحزاب معاً ومازال هناك نواب سابقون على قيد الحياة بكوا بشدة يوم قدمت استجوابا لأحد الوزراء وبخفة دمك وروحك وبساطة المصرى الأصيل عرضت الحقائق الموثقة والتى انتهت «بالانتقال إلى جدول الأعمال»، فبكى نواب عظام من عائلات برلمانية عريقة لأنهم شركاء فى جريمة بقاء الوزير يجرف ثروات مصر وهم عاجزون  حتى فى مساندتك يا فارس البرلمان..

صنعت اسمك وسمعتك وتاريخك بالاستغناء وهو الغنى بعينه، بالبساطة حيث لم تطاوعك نفسك بتناول «الفسيخ» بالبرلمان وكان قادماً من بورسعيد معشوقتك.. وكان تعليقكم كيف «ننظف» البرلمان بعد ذلك؟

حاز البدرى فرغلى على إجماع ناخبيه حتى يوم قاطعت الأحزاب الانتخابات وتمسك به أهله ورعاياه فكان بمثابة كل أحزاب المعارضة وكان بالبرلمان رئيسا لأحد الأحزاب بالتعيين وشتان بين نائب والبدرى فرغلى تحت أى ظرف زمان ومكان.. كم من برلمانات اختزلت المعارضة فيك وحدك يا فارس البرلمان.

ونتذكر جميعاً نواباً وصحفيين «قهوة السل»، هكذا سماها البدرى فرغلى ويومياته التى كانت تبكى المصريين ضحكاً ومنهم الوزير كمال الشاذلى وعبدالفتاح الدالى وسيد بك سرحان رحمهم الله وأطال عمر د. محمد عبداللاه النائب السابق وصاحب التاريخ النظيف والمشرف.

أما خفة روح البدرى فرغلى فكانت سببًا فى أزمة تنفس لأحد الوزراء وانتابته «شرقة» سمح بسببها الدكتور المحترم والقيادى د. فتحى سرور رئيس البرلمان بإدخال «كوب من الماء» وتوقفت الجلسة لدقائق لعودة الوزير أطال الله عمره للحياة عندما قال البدرى فرغلى «والله لو الفراعنة شعروا يوماً أنك ستكون حارسًا على آثارهم لكسروها وما نحتوها وكانوا دمروها». وهنا ضجت القاعة بالضحك رئيس البرلمان ووزراء وصحيفيين وعاملين بالمجلس، واستمر هذا الاستجواب للثامنة صباحا ولم يغادر أحد القاعة..

تاريخك مشرف ياسيادة النائب الحقيقى ويحتاج لكتاب لا مقال، فلك الرحمة ولأهلك مصر كلها العزاء فى نائب لن يتكرر.. وإنًا لله وإنًا إليه راجعون..