همسة طائرة
لا يستطيع أحد أن ينكر أن لكل صناعة شركاء يعملون جميعًا من أجل النهوض بها لتكون متميزة وقادرة على التنافس ليس فقط على المستوى المحلى بل أيضًا على المستوى الدولى وفى الطيران المدنى شركاء فى صناعته وهم مقدمو الخدمة فى شركات الطيران والمطارات والملاحة والصيانة والتدريب وغيرها ودائمًا ما تكون هذه الخدمات موجة للعملاء بغرض تحقيق الربح فشركات الطيران دائمًا تسعى لاستقطاب المزيد من المسافرين والمطارات دائمًا تسعى لجذب الحركة الجوية لزيادة الموارد المالية لها وكذلك مراكز التدريب لجذب أكبر عدد من المتدربين محليًا وإقليميًا ويأتى دور الحكومات لسن القوانين واللوائح بما يتماشى مع متطلبات الأمن والسلامة والبيئة والاستدامة والتنمية المستدامة فالجميع يجب أن يعمل لمساعدة الطيران على أداء دوره المهم كمحفز للنمو الاقتصادى وهذا ما اتبعته كثير من الدول المتقدمة من خلال هيئات ومنظمات غير حكومية تسعى جميعها الى تطوير الطيران كقاطرة للتنمية المستدامة فشركاء الصناعة لهم دور حيوى يجب عدم إغفاله وتوصياتهم غير ملزمة وجميعها أعمال تطوعية ولكنها مؤثرة ولها تأثير قوى فى اتخاذ القرارات، وهناك الكثير من الأمثلة ومنها ليست على سبيل وليس الحصر عندما تقوم منظمة الطيران المدنى الدولى الايكاو بالاعداد لإصدار تعديل أو إضافة لملاحق المنظمة تقوم بعقد لجنة أو اجتماع لأخذ رأى شركاء الصناعة من منظمات مثل الاياتا واتحاد الطيارين والمجلس العالمى للمطارات وغيرها من منظمات عديدة لإعداد مقترح تقوم بإرساله للدول الأعضاء شركاء الصناعة الآخرين لإبداء الرأى أو ملاحظات وفى سلطات الطيران المدنى عندما يقومون بإصدار قوانين أو لوائح جديدة محلية يقومون بعقد لجنة استماع لشركاء الصناعة ومقدمى الخدمة فى شركات الطيران والتدريب والمطارات وغيرها لأخذ أرائهم ومدى قدرتهم على التطبيق وكذلك فى المطارات فلهم شركاء للصناعة هم شركات الطيران والخدمات الأرضية وغيرهم من مستخدمى المطارات فرأيهم يمكن أن يسهم فى تعزيز الأمن والسلامة والنمو والتطوير وما لفت نظرى خلال أزمة فيروس كورونا وتضرر الطيران المدنى بعد غلق الحدود للدول خوفًا من تفشى انتشار المرض كان لشركاء الصناعة دور حيوى عندما دعتهم الحكومات والاستماع لوجة نظرهم فى تقليل المخاطر للمرض والانعكاسات المالية التى قدرت بالمليارات كخسارة لجميع مقدمى الخدمة المباشرة وغير المباشرة وكذلك العمالة التى تم الاستغناء عنها كل ذلك تم نشره على المواقع الإلكترونية لتكون مادة استرشادية للدول للعمل بها كأحسن الممارسات مما ينعكس على المنظومة الدولية.
يا سادة... فى مصر نجد الرئيس السيسى عندما يزور مواقع العمل صباحًا ليس فقط للتعرف على الإنجازات التى تحققت فى المشاريع بل يقف يحاور العاملين نعم أنهم أيضًا شركاء الصناعة لنهضة مصر ورسالتى هى كيف يمكن الاستفادة من شركاء الصناعة المصرية غير الحكومين والمتطوعين لإحداث طفرة فى الطيران المدنى والأخذ بتجارب الدول المتقدمة فى هذا الشأن؟
***
قالت جامعة كاليفورنيا إن فيروس كورونا يقتل نفسه بالطفرة الجديدة وسينتهى خلال شهرين وذلك مثل نهاية سارس... وبحسب جامعة كاليفورنيا فإن السلالات الجديدة أقل مقاومة للجهاز المناعى، كما أن الفيروس سينتهى بدون لقاح وكشفت دراسات حديثة حول سلالات فيروس كورونا المُستجد الجديدة الناتجة عن حدوث طفرات فى تكوينه، وأرعبت العالم خاصة مع سرعة انتشاره، أن إحدى تلك الطفرات أضعفت الفيروس فى مواجهة الجهاز المناعى للإنسان وستؤدى الى نهاية الفيروس خلال شهور، وكان من بين تلك الدراسات، دراسة منشورة بتاريخ 12 يناير 2021، أجراها قسم البيولوجيا الجزيئية والخلوية بجامعة كاليفورنيا ومعهد كاليفورنيا للعلوم البيولوجية الكمية بكاليفورنيا وقسم الفيزياء الحيوية الجزيئية والتصوير الحيوى المتكامل، ومختبر لورانس بيركلى الوطنى... وقال القائمون على الدراسة إن فيروس كورونا مُتبقٍ من عمره شهران، اعتمادًا على فرضية بأن هناك مؤشرات تقنية داخل الخلايا البشرية التى تسلل إليها فيروس كورونا فى أجساد المصابين توضح ذلك، وفق معدل طفرات الحذف فى الشريط الوراثى للفيروس... وأكدت الدراسة أن زوال الفيروس أمر واقعى، وحتى السلالات الجديدة منه سواء البريطانية أو الجنوب أفريقية هى أضعف وستزول كذلك... واعتمد الباحثون على دراسة منطقة الـORF8 فى فيروس كورونا، التى تعد أهم المناطق فى RNA الفيروس، فهى التى تحدد درجة خطورته وفتكه... وتلعب تلك المنطقة من الفيروس ORF8 دوراً رئيسياً فى تثبيط وتمويه جهاز المناعة من خلال إيقاف إنتاج الانتيرفيرون من النوع الأول والسايتوكاين التى تعمل على إيقاف نسخ الفيروس نفسه داخل الخلايا المجاورة، حيث إنه إذا دخل الفيروس إلى خلية وتكاثر فهناك آلية داخل هذه الخلية تكتشف أنها تعرضت لهجوم فتحفز منطقة فى الـ DNA البشرى الذى ينتج السايتوكاين الذى يعتبر كرسالة طوارئ للخلايا المجاورة للخلية التى تعرضت للهجوم لتخبرها أنها قد تعرضت لهجوم فيروسى. وذلك لتبدأ فى حماية نفسها بإنتاج الإنترفيرون المضاد للفيروسات الذى يمنع الفيروسات من الدخول إليها والتكاثر فيها. كما تعمل منطقة ORF8 فى الفيروس على إنتاج بروتين شبيه الهيستون الذى يدخل إلى داخل الجينوم البشرى، ويمنعه من إنتاج السايتوكاين.. وبالتالى لا يتم تحذير الخلايا المجاورة فيقوم الفيروس باحتلال كل الخلايا المجاورة، ويتكون الـORF8 من 121 حمضا أمينياً، لذلك عندما يحدث طفرات حذف فى هذه المنطقة يجعل مهمة جهاز المناعة لجسم المُصاب سهلة جداً للسيطرة على الفيروس، حيث إن الفيروس يفقد أقوى أسلحته وهو سلاح التمويه والتخفى من جهاز المناعة. وأوضحت الدراسة أن فى السلالات الجديدة المكتشفة فى كل من بريطانيا والدنمارك والبرازيل وجنوب أفريقيا واليابان لُوحظ أن منطقة الـORF8 اختفت بالكاملفى كل هذه السلالات، وإنقسمت الى منطقتين ORF8a وORF8b وقد فقدت 382 نيوكليوتايد من مادتها الوراثية وأصبحت أقل قدرة على التخفى من الجهاز المناعى. وهذا يتفق مع دراسة لجامعة سنغافورة تم نشرها فى مجلة لانسيت العلمية، تحدثت أنه من أصيب بالسلالة الجديدة كانت حالتهم بين الخفيفة والمتوسطة، ولم يحتج أى منهم إلى تدخل بأجهزة التنفس وتمكن جسمه من مقاومة الفيروس والتعافى بدون دخول للرعاية المركزة أو المستشفى. كما ذكرت دراسة مرفقة من مجلة biorxiv أن فقدان الفيروس لـ382 نيوكليوتايد من مادته الوراثية، تسبب فى إتلاف منطقة الـORF8 كاملة وأثر على منطقة الـN التى تنتج بروتينات الغلاف. وأشارت الدراسة إلى أنه بحسب ما نشر سابقاً عن فيروس السارس كورونا المكتشف فى الصين عام 2003 فإن حذف 29 نيوكليوتايد من منطقة الـORF8 كان السبب فى اختفاء الفيروس ونهايته.
همسة طائرة... يا سادة إذا صدقت تلك الدراسات وأوشك فيروس كورونا على الزوال حقًا فإننا نصبح بحاجة ملحة لكل شركاء الصناعات فى مصر، خاصة الطيران المدنى أكثر الصناعات تضررًا من كورونا وهى صناعة التقل الجوى لإبداء الرأى وتقديم كافة الخبرات والدراسات فى هذا الشأن من أجل تعاف كامل للقطاع فى ظل قيادة سياسية واعية كالرئيس عبدالفتاح السيسى وخبراء الطيران المدنى فى مصر وهم كثر. وأعتقد أن الطيار محمد منار عنبه وزير الطيران المدنى كان سباقًا فى هذا الشأن عندما عمل جلسات استماع لوزراء الطيران السابقين وشركات الطيران الخاصة وغيرهم من شركاء الصناعة من أجل أخذ خبراتهم فى هذا الشأن وأعتقد أن القادم أفضل بإذن الله....