خط أحمر
لا يكاد ملف الأقلية المسلمة فى الصين يهدأ ويتوارى من الإعلام حتى يعود إلى الواجهة من جديد، وعندما سألوا أنتونى بلينكن، وزير الخارجية الأمريكى الجديد، عن رأيه فى هذا الملف، رد بقوة أعادت الموضوع إلى صدارة الاهتمام مرةً أخرى!
كان اسم بلينكن قد مر بالكاد فى الكونجرس الأمريكى، وما كاد الوزير الجديد يواجه الصحافة الأسبوع الماضى حتى تلقى سؤالًا من أحد الصحفيين عن «مسلمى الأويجور» فى الصين، فقال دون تردد : لا أزال أرى أن إبادة جماعية جرى ارتكابها ضدهم!
ولا بد أن هذه بداية ساخنة للغاية بين إدارة الرئيس الأمريكى الجديد جو بايدن فى واشنطون، وبين إدارة الرئيس الصينى شى جينبينج فى بكين!
وربما نذكر أن هذا الموقف من الإدارة الجديدة، كان هو بالضبط موقف إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، التى عبر عنها وزير خارجيته مايك بومبيو فى التاسع عشر من يناير الماضى، عندما سُئل هو الآخر فى حينه عن تقديره لما يجرى للأقلية المسلمة فى الصين، فقال ما معناه أن ما يحدث لهذه الأقلية على يد الحكومة الصينية من تجاوزات عديدة، إنما ينطبق عليه تعريف الأمم المتحدة لمفهوم الإبادة الجماعية!
وعندما يقول بومبيو هذا الكلام فى ١٩ يناير ٢٠٢٠، أى فى اليوم السابق مباشرةً على مغادرته منصبه مع إدارة ترمب كلها، فهذا معناه أن ما جاء على لسانه صراحةً كان اعتقادًا لم يتزعزع حتى اللحظة الأخيرة من جانب الإدارة السابقة!
وحين جاءت الإدارة الجديدة إلى مقاعد الحكم، فإنها لم تبدأ من الصفر فى قضية حيوية كهذه، ولكنها راحت تبنى على ما قالت به الإدارة التى سبقتها، ولم يتوقف الأمر عند حدود الوزير بلينكن، ولكن وصل أيضًا إلى ليندا توماس، مرشحة إدارة بايدن كمندوبة دائمة للولايات المتحدة فى الأمم المتحدة فى نيويورك.. فالسيدة توماس لم تتسلم عملها بعد، ولم يمر اسمها فى الكونجرس حتى الآن، وهو فى الغالب سيمر طبعًا، ولكنها سارعت عندما سألوها فى موضوع الأويجور فقالت إن ما واجهته هذه الأقلية وما تواجهه هو: أمر مروع!
هذا كله جيد بالطبع، سواء كان من الإدارة الجديدة أو من القديمة، ولكن الأهم فى القضية من أولها إلى آخرها، أن يكون اهتمام إدارة بايدن بالقضية اهتمامًا عن قناعة بأن الأويجور تحتاج إلى الوقوف بجوارها بجد، لا أن يكون اهتمامًا سياسيًا يستخدم القضية وهو يتحدث عن أنه يخدمها!!