رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

تحتاج ليبيا إلى دعوات كل مخلص من أهلها، وتحتاج أيضًا دعوات كل عربى حريص على الاستقرار والأمن فى أرضها، لعل المبعوث الأممى الجديد الذى أرسلته إليها الأمم المتحدة هذا الأسبوع، ينجح فى إحراز ما لم ينجح فيه سبعة من المبعوثين سبقوه إلى بلاد العقيد!

المبعوث الجديد اسمه يان كوبيش، وهو سلوفاكى كان وزيرًا للخارجية فى بلاده لفترة، ولا تعرف ما هى بالضبط المعايير التى تتبعها الأمم المتحدة فى اختيار مثل هؤلاء المبعوثين، ولكن ما نعرفه أن المبعوث السابق عليه كان اسمه نيكولاى ملادينوف، وكان من بلغاريا.. أى أنه ينتمى مثل كوبيش إلى منطقة شرق أوروبا نفسها.. ولكن فى حالة ملادينوف كان المعلن أنه جاء إلى منصبه بترشيح أمريكى، رغم أن بلغاريته تجعله أبعد ما يكون عن واشنطون التى لا تتوافق سياسيًا فى الكثير من الأحيان مع الهوى السياسى الذى ساد شرق أوروبا سنوات، وربما لا يزال يسودها على استحياء!

من قبل كان الدكتور غسان سلامة هو المبعوث الأممى السادس إلى ليبيا، وكان قد قضى سنوات يحاول أن يعيد البلد إلى سابق عهده من الاستقرار السياسى، وكان قد حاول الجمع بين الأطراف السياسية الليبية على مائدة واحدة، ولكنه لم ينجح فى شيء!

ولم يكن إخفاقه راجعًا إلى عيب فيه، ولكنه كان عائدًا إلى أن الأطراف السياسية الليبية عجزت عن تقديم الصالح العام الليبى على ما سواه، وكان راجعًا كذلك إلى أن أطرافا خارجية إقليمية ودولية لا تزال تتصور أن يكون لها دور فى ليبيا، وكانت تركيا فى المقدمة من هذه الأطراف!

وفى مارس الماضى استقال سلامة نافضًا يده من الملف كله، وقد ذكر فى استقالته أنها لأسباب صحية، ولكن الواضح وقتها أنها كانت لأسباب أخرى لم يشأ الرجل أن يذكرها!

ومن بعده جاء الدور على البلغارى ملادينوف، الذى ما كاد يستعد للذهاب إلى العاصمة طرابلس حتى كان قد اعتذر عن القيام بالمهمة قبل أن يبدأها، وقد ذكر أن اعتذاره راجع إلى أسباب شخصية وعائلية، وبالطبع لم يكشف عن التفاصيل فيها مما جعل التخمينات الكثيرة تنطلق حول أسباب الاعتذار الحقيقية!

ولهذا.. قلت إن المبعوث الثامن كوبيش يحتاج إلى دعوات المخلصين من الليبيين، ويحتاج تعاونهم قبل دعواتهم، لأنهم المعنيون بالقضية قبل غيرهم، ولأن سلامة ليبيا تخصهم قبل أن تخص غيرهم، ولأنها لا تحتمل المزيد من الانتظار ولا من الاستنزاف فى الوقت والثروات!