عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم الاربعاء الدامى .. هذا أبسط وصف  لما شهدته العاصمة الامريكية واشنطن  من احداث عنف عندما اقتحم انصار الرئيس الامريكى ترامب مقر مجلس النواب  «الكابيتول» ودخلوا مكاتبه  ودنسوها . وأسفرت عن مقتل  4 اشخاص.

فالدماء التى سالت داخل اروقة هذا المبنى  الكبير - والذى  يعتبره الامريكيون  أنه رمز للديمقراطية  وكل زائر لواشنطن يجب عليه زيارته -  ستظل  نقطة فاصلة  فى تاريخها.

ففى عام 1996 زرت هذا المبنى ودخلنا اليه دون ان يسألنا من نحن ..كل ما تم اننا عبرنا عبر البوابات  الالكترونية   فقط لاغير وزرنا اروقته  فهو اسهل مكان  يمكن زيارته  فى  واشنطن ..  كما يوجد اماكن لتجمع ما يسمى اعضاء «اللوبيات «  للضغط على الاعضاء من اجل قضية معينة او الالتقاء بهم  وكانت هناك رحلات لاطفال المدارس  الابتدائية.

 ولكن  ما حدث يوم الاربعاء هو أنتكاسة حقيقية  للديمقراطية الامريكية..  خاصة وان الرئيس الامريكى  المهزوم  مصر على ان الانتخابات  الاخيرة  مزروة   وبالتالى انتقل هذا التاكيد الى انصاره و جماعات الفوضى التى عادت بقوة الى الولايات المتحدة  واصبحت جماعات منظمة رغم انها  ضد كل ماهو منظم.

  فاحداث مبنى الكابيتول ستظل  عالقة فى الاذهان وستكون نقطة ضعف  فى  اى حديث امريكى عن الديمقراطية وعن الحريات وعن حقوق الاقليات.. و بالتالى يجب ان تتوقف الادارة الامريكية  ولسنوات طويلة عن لعب دور الراعى الرسمى للديمقراطية  والحريات  وعليها ان تعمل  على تحسين صورتها  وصورة اجهزة الامن بها التى اصبحت اسوأ من اجهزة الامن فى دول العالم الثالث.

 القضية ان ترامب  قدم خدمة جيدة لكل أعداء الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان ..  بانه حول الولايات المتحدة الى دولة منتهكة لهذه الحقوق ..  بداية من انسحابه من  الهيئات الأممية  لحقوق الانسان وحتى  احداث الاربعاء  فتحولت  هذه الدولة الكبرى  الى دولة ديكتاتورية بامتياز .. و فقدت ميزة تمتعت بها ان كل مرشحيها  يعترفون بالهزيمة حتى ولو كان  لديهم شك بتزويرها وتتم عملية تسليم السلطة فى اجواء احتفالية رائعة يشاهدها العالم كله.

 واعتقد ان الأدارات الأمريكية القادمة عليها ان تصرف مليارات الدولارات لتحسين صورتها فى العالم  بعد ان صرفت ادارة الرئيس جورج بوش الابن مايقرب من 4 مليارات دولار لتحسين صورتها فى الشرق الاوسط بعد احداث البرجين  فهذه المرة   تريد تحسين صورتها الملطخة بالدماء فى العالم كله.

   على  الشعب الامريكى ان يعلم ان ما حدث ألحق اضرارا كبيرة بسمعة  بلادهم  التى كانت مثار فخر  لهم .. وتحولت بلادهم على يد ترامب الى دولة  من دول الموز  .. دولة لاتحترم فيها اجهزة الشرطة حق التظاهر السلمى وافرطت فى استخدام الرصاص الحى والمطاطى  فى تفريق المتظاهرين  وهى نفس العبارات التى ترد فى تقارير الخارجية الامريكية عند فض اى مظاهرة فى دول العالم الثالث.

لقد انهى ترامب  بتصرفاته الربيع الامريكى  الذى  أمتد الى مايقرب من 100 عام ..  فاحداث الاربعاء ستكون بداية انهيار الامبرطورية الامريكية وسوف تتوالى  الانتكاسات فى السنوات القادمة  .. والايام القادمة  ستؤكد هذا الكلام.