هموم وطن
بالأمس تلقيت رسالة من شباب قريتى مزغونة بالبدرشين، لإعادة تدشين جروب سابق على شبكة الإنترنت يحمل اسم مزغونة بدون كورونا، لمساعدة المرضى وتوفير الإرشادات والوسائل المساعدة من أدوية وأجهزه وإرشادات، وطلبوا منى بالاسم أن ينضم معنا الدكتور محمد نصر لأنه من وجهة نظرهم من أفضل الأطباء الذين تعاملوا معهم على الجروب فى الجائحة الأولى، فصمت قليلًا ولا أعرف ماذا أقول ثم أخبرتهم أن الدكتور محمد نصر لحق بربه منذ حوالى شهر، متأثرًا بفيروس كورونا المستجد وأكدت لهم أننى أعلنت عن ذلك على. السوشيال ميديا، فقال بعضهم من أعلنت عنه كان عميدًا سابقًا لمعهد القلب وأستاذ جراحة القلب المشهور، ونحن نتحدث عن دكتور محمد نصر الطبيب البسيط الذى كان يتواصل معنا بالليل والنهار وكان أكثر تفاعلًا معنا من أطباء المنطقة، وكنا نظنه من إحدى القرى المجاورة.
وقال أحدهم كنت أطلب معظم الأطباء ومنهم من كان هاتفه مغلقًا ومنهم من لم يرد علينا، ولكن الدكتور محمد نصر رغم عدم معرفته بأرقام شباب الحملة، بإنه لم يخذل أحدنا يومًا ما حتى انحسار الموجة السابقة.
ترحمت عليه وأكدت لهم أنه على مدار ما يقرب من 20 عامًا والدكتور محمد نصر- رحمة الله- عليه لم أقصده فى علاج أو الكشف على أى حالة من الحالات إلا ويستجيب بكل أريحية وبساطة، وعندما طلبت منه الانضمام إلى هذا الجروب لتقديم المشورة إلينا، كنت مترددًا لعلمى بانشغاله الشديد وارتباطه مع الصحفيين والوفديين بأكثر من جروب لتقديم الخدمة لهم، وعلمى الأكيد أنه يوميًا يقوم بإجراء جراحات القلب فى كبريات المستشفيات بمصر وخارج مصر، أنه لن ينتظر مكسبًا ماديًا أو معنويًا أو شهرة من هذه القرى البسيطة، ولكنه كعادته بخفة دمه المعهودة قال لى تؤمر يا طارق بك.
وتحول الاجتماع إلى وصلة من الدعاء بالرحمة على حبيبنا الراحل وها أنا اليوم أنعيه مرة أخرى، ليعلم الجميع أن الطبيب الإنسان سوف يظل اسمه محفورًا مدى الحياة فى أذهان المرضى البسطاء، وأن طبيبنا الراحل لو قال لى إن مواعيده لا تسمح سأصدقه وأشكره، ولكنه كان دائم الحب للعمل مع البسطاء وكان لديه صبر للرد على كل الاستفسارات، فى ذات الوقت الذى كان يضيق فيه صدر القليل من أطباء المنطقة عندما يقصدهم الشباب فى استشاره أو تشخيص أو قراءة تقرير، وهذا لا ينفى أن الجميع تعاون معنا ولا يزالون يقدمون الخدمات دون كلل أو ملل حتى اليوم.
رحم الله فقيدنا الدكتور محمد نصر وعوضنا الله عنه خيرًا ونسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته وأن يجعل الخدمات التى كان يقوم بها فى ميزان حسناته أنه ولى ذلك والقادر عليه ونسأل الله السلامة لشعبنا الكريم ولكل شعوب الدنيا من هذا الوباء.