عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

سئل الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه.. كيف السبيل إلى السلامة من الناس؟ فأجاب: تعطيهم ولا تأخذ منهم، يؤذونك ولا تؤذيهم، تقضى مصالحهم ولا تكلفهم بقضاء مصالحك. فقيل له: صعب يا إمام! فقال: وليتك تسلم ثم استطرد قائلًا: ليس عليك إسعاد كل الناس. ولكن عليك أن لا تؤذى أحدًا من الناس.

أعلم أن «التسامح» هو أكبر مراتب القوة وإياك أن تدخل فى نوايا الناس.. فلا يعلم ما فى القلوب إلا الله.. إذا أحسنت لمن أحسن إليك فأنت البر الوفى. وإذا أحسنت لمن لم يحسن إليك.. فأنت الكريم الخفى. وإذا أحسنت لمن أساء إليك فأنت المؤمن الصفى.

أتمنى أن نسقط كلمات الإمام أحمد بن حنبل على واقعنا وسنرى العجب العجاب، نرى من يتفنون فى إيذاء الناجحين ووضع العراقيل فى طريقهم لإثنائهم عن النجاح وتكون كامل سعادتهم عندما ينضم من أفشلوه عن عمد إلى فريقهم، بل ويحسنون إليه وقتها بعد أن قاموا بقص جناحيه الذى أوشك على التحليق بهما، الكارثة أن أعداء النجاح لم يقتصر شرهم على أنفسهم أو المحيطين بهم فقط، ولكن يمتد خطرهم إلى كل جوانب الحياة، فإن وجدت عالمًا متميزًا يشق طريقه وسط أمواج فشلهم يسارعون فى نسج شباك الوشايات وتخويف رؤسائه منه ويوهمونهم بأن هذا الشخص إذا استمر على هذا النجاح فسوف يعتلى مكانكم ويسرق مكانتكم ويتم التخلص منه بأقصى سرعه حتى لا يستفحل خطره أقصد نجاحه.. وغالبًا ما يغادر هذا الشخص بلده، ليعود بعد سنوات عالمًا أو صاحب مكانة فى دول وحكومات عرفوا قيمته وأنزلوه المنزلة التى يستحقها.

ذكرنى هذا الأمر فى بداية عام 2000 بشاب طموح يعمل بالمترو موظفًا صغيرًا واستطاع أن يكمل تعليمه الجامعى ويحصل على ليسانس الحقوق بتفوق، وبعدها حصل على الماجستير وبعد أن تخطى طموحه تحضير رسالة الدكتوراه رفض رؤساؤه منحه التفرغ كما كان يحدث من قبل وتغيرت المعاملة معه ورفضوا منحه أية ترقيات، وعندما اعترض على ذلك فذهب إلى المسئول الأعلى الذى كان على علم بطموحات هذا الشاب وقال له بالحرف الواحد.. لم يتبق لك إلا أن تحصل على منصبى ورفض مطلبه.

وتلقيت اتصالًا وقتها بعد نشر الموضوع بالوفد من زميلى الأستاذ ممدوح حسن الذى كان يعمل وقتها رئيسًا لتحرير برنامج 90 دقيقة مع الأستاذ معتز الدمرداش وأصبحت قضيته قضية رأى عام وإذا تطرقنا لسلوكيات الناس الأخرى التى سئل عنها ابن حنبل عن كيفية السلامة من الناس فسنجد أيضاً أن الصبر على الإيذاء من الناس سيأتى فى مقدمة هذه الابتلاءات التى تذكرنا بحديث أبي هريرة رضى الله عنه عندما جاء أعرابى رسول الله يقول له يا رسول الله ، إن لى قرابة أصلهم ويقطعوننى، وأحسن إليهم ويسيئون إلى، وأحلُم عنهم ويجهلون على، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تُسِفُّهم المَلّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.

ورغم أن هذا التصرف من الممكن أن يحرج البعض ولكن البعض الآخر يظن أن هذا التصرف وهذا العفو هو أدنى حقوقه وأن من صبر على أذاه لم يصبر إلا خوفًا منه نسأل الله السلامة من الناس والسلامة مع الناس والله أعلم.