عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

أخيرًا.. رحل عام كورونا «2020 سابقًا»، بعد أن عشناه جميعًا، بذكريات أليمة وتفاصيل مزعجة.. مضى بآلامه ومراراته وأوجاعه، كدفتر عزاء مفتوح، لنستقبل سنة جديدة على متن عجزنا.. مُحْبَطين خائفين، لا شيء فيها قد يُغْرى بالتفاؤل!

عام ثقيل مرَّ بصعوبة بالغة.. فَرَضَ الوباء نفسه بإملاءاته المفروضة على حياتنا، ليكشف عورات سلبية، واضطرابات وسلوكيات خطيرة على مستوى المجتمعات والأفراد!

مَرَّ عام الأحزان، بفقدان الأحبة، وأشقاء الإنسانية، لتثبت الطبيعة مجددًا، قوتها الغاشمة فى تعرية مفاهيم التفوق ومزاعم السيطرة البشرية التامة عليها، وسط غياب شبه تام للوعى والتثقيف الصحى، وضعف الإمكانيات البشرية والطبية، و«تكاثر» الشائعات فى محيطٍ من الخرافات والجهل.

ربما كان التأثير الأشد وطأة، أن الجائحة جعلت الإنسان يعيش قلقًا غير مسبوق، مع انتشار حالة مستمرة وصادمة من الرعب والهلع، تمحورت حول غريزة البقاء والخوف، وكذلك صراع الدين والعلم.. أيهما سينقذ الإنسان؟

عام واحد فقط، تعزَّزت فيه مشاعر مرعبة لدى الناس، تمثَّلت فى الخوف من الموت، والشعور بدنو الأجل، حتى أصبح الكثيرون يفضلون «البقاء» فى عالم افتراضى، بعيدًا عن الواقع البائس، لتظهر علامات التدين المفاجئ، والاحتساب عند الله، فى الوباء الذى ألمَّ بهم!!

سنة واحدة، أُغلقت فيها الحدود والموانئ والمطارات، وشهدت انهيارات اقتصادية ومالية، أفرزت بطالة وتضخمًا، وفقرًا وجوعًا، على امتداد العالم، الذى أصبح على موعد مع أعداد غير مسبوقة من الوفيات والمصابين، تجاوزت كل التوقعات!

لذلك لم يعد بالإمكان استعادة الذكريات الأليمة والنظرة التشاؤمية للمستقبل والحياة.. ورغم تلك الإحباطات والإخفاقات، ربما نستشرف فى الأفق بوادر نفحات إيجابية، وكما يقول الروائى الأمريكى هنرى ميلر «هذا العالم ليس سيئًا، ولكن طريقتنا التى ننظر بها إليه هى الرديئة».

لقد عشنا بالفعل شهورًا مخيفة، من الإحباط، ودوافع الاستسلام للخوف والكآبة، لكن ذلك بالطبع لا يمنع وجود إيجابيات أفرزها الوباء، على المستويات الأسرية والاجتماعية والطبية والعلمية.. وحتى الأمنية، إضافة إلى أن البيئة حصلت أخيرًا على قسط وافرٍ من التنفس.

لعل القارئ للتاريخ عبر مختلف العصور «خصوصًا الحديث والمعاصر»، يلاحظ أن العالم مرَّ بالعديد من الأزمات والأوبئة التى خرج منها سالمًا، رغم أنها خلَّفت وراءها آثارًا كبيرة، على كافة الجوانب الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

إذن، مع بداية العام الجديد، يجب أن نأخذ الدروس والعبر من الجائحة، خصوصًا أن المشكلة الحقيقية خلال الفترة الماضية، كانت تكمن فى أن كثيرين يخْشون الجوع غدًا، ومن هذا الخوف توَّلد اليأس القاتل.. لكن يظل هذا اليأس مشفوعًا بروح التحدى للمجهول.

أخيرًا.. نرجو أن نكون إيجابيين فى تقييمنا للأحداث، ونُعطى طاقة إيجابية فى أقوالنا وكتاباتنا وسلوكياتنا، لكى نمنح غيرنا شعورًا متفائلًا بالمستقبل، حتى نبدأ عامًا جديدًا «واقعيًا» وليس «افتراضيًا»، من خلال التمسك بالأمل والرجاء.. والدعاء، وأن يكون عام 2021 بداية لبشائر الخير والتسامح والمحبة والسعادة للجميع.

فصل الخطاب:

سوف تستمر الحياة وتمضى «كما تفعل دائمًا»، ثنائيات متواصلة.. ولادة وموت، حرب وسلام، حب وكراهية، رخاء وفاقة، استقرار واضطراب.. لكن يظل الأمل شمسًا لا تغيب، حتى فى أحلك الكوارث والأزمات.. وهذه هى سنة الحياة.

[email protected]