رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

 

الإنسان بطبيعته يعشق المجاني، مهما ارتفعت طبقته ودرجته العلمية ووظيفته عندما يسمع عن توزيع سلع، طعام، ملابس، أجهزة، أموال أو غير ذلك بالمجان ينسى مركزه، وطبقته، وثقافته، وهيبته ويزاحم ويقاتل ويتحمل الوقوف فى الطابور لكى يفوز بالمجاني، تقول:  طفاسة، فراغة عين، قول كما تشاء، لكن أغلب البنى آدم كده يموت، كما يقولون، فى البلوشى.

والطفاسة فى معاجم اللغة هو الإنسان القذر، الذى لم ينظف جسده أو ملابسه، وطفس الشئ: اتسخ، وطفس يطفس طفوسا بمعنى فطس ومات، وطفس الجارية يطفسها: جامعها.والطفاسة فى العامية المصرية بمعنى الطمع وفراغة العين، وتطلق بكثرة على من يقبل على الطعام ويأكل بطمع وهو غير جائع، ويسمى هذا الشخص: طفس، وفعله: طفاسة.

هذا الشخص الطفس تقابله فى البوفيهات المفتوحة، يملأ عدة أطباق بأغلب الأطعمة المتاحة بالبوفيه، ويأخذ أكثر مما يحتاج، وتفاجأ بعدانتهاءه من الطعام بان الأطباق مازالت مملوءة، ويحضر العامل وحمل الأطباق ويلقى الطعام فى القمامة.

أدخل أحد الأفراح أو الحفلات ترى الشيء نفسه، الطفس يزاحم للحصول على وجبة أو أكثر، أو على زجاجة مياه غازية، أو على طبق حلويات، حتى في الجنازات قبل مغادرته الشادر يمد يده لكى يحصل على نسخة من مصحف أو كتاب ادعية يوزع مجانا، وخلال العزاء يمد يده ويأخذ زجاجة مياه ويطلب فنجان قهوة أو كوب شاي. انزل الشارع فى أى بلد فى العالم ووزع باكو بسكويت، قلم رصاص، ابرة خياطة أو حتى خلة الإسنان، سترى العجب، الطفاسة، كما يقال، على حق.

المؤكد أن الطفس والطفسين لا يمثلون جميع البشر، بل عدد لا بأس به، وللأمانة كل منا به جزء طفس يختلف حجمه من شخص لآخر، بعضنا يلبى طفاسته بشياكة، وبعضنا بدناوة، والطفاسة لا تقف على الطعام او ما يتم توزيعه بالمجاني، بل تراها فى المناصب والوظائف، ينظر فى ما يخص زميله او جاره، وان سنحت للطفس الفرصة سيحصل على حق غيره.

الطفاسة نوع من الطمع، وهى أقرب لفراغة العين،والطفاسة غير مرتبطة بلغة ولا جنسية ولا طبقة ولا درجة تعليمية، ولا مرتبطة بديانة ولا مذهب ولا بجغرافية، الطفس تقابله فى أى بلد من بلدان العالم، وهو على نوعين: الطفس الدنيء الذى لا يهمه سوى اشباع طفاسته، ومنه من يشبعها بحرفية ومهارة، وفى الحالتين ينال الطفس ما ليس له حق فيه، لهذا حرم بعض رجال الدين الطفاسة، والبعض الأخر رأى الطفس إنسانا آثما.

 

[email protected]