رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

ربما بعضنا أو أغلبنا مر بهذه التجربة المؤلمة، شارك فى تشييع جنازة، سمع التربى بعد أن سوى القبر بالتراب يخاطب الميت: «يا فلان بن فلانة: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا».

البعض يضيف للصياغة السابقة، والبعض الآخر يبدأ فى الدعاء للميت، بعضنا ينهار فى البكاء، والبعض الآخر يتساءل: هل الميت يستمع ويدرك ما يلقن به؟، وهل التلقين ضرورة لكل متوفى؟، وماذا عن الذين ماتوا ولم يتم تلقينهم؟، وهل من صيغة بعينها يتم تلقينها لكل متوفى؟

الرواية الوحيدة فى تلقين الميت ذكرها الطبرانى (ت 360هـ) فى كتابه المعجم الكبير، قال: «.. عن سعيد بن عبدالله الأودى، قال: شهدت أبا أمامة وهو فى النزع (يحتضر)، فقال: إذا أنا مت، فاصنعوا بى كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصنع بموتانا، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إذا مات أحد من إخوانكم، فسويتم التراب على قبره، فليقم أحدكم على رأس قبره، ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، فإنه يسمعه ولا يجيب، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يستوى قاعدا، ثم يقول: يا فلان بن فلانة، فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله، ولكن لا تشعرون. فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، فإن منكرا ونكيرا يأخذ واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما نقعد عند من قد لقن حجته، فيكون الله حجيجه دونهما». فقال رجل: يا رسول الله، فإن لم يعرف أمه؟، قال: «فينسبه إلى حواء، يا فلان بن حواء»

العجلونى فى كشف الخفاء: قال فى اللآلئ: حديث تلقين الميت بعد الدفن إسناده ضعيف، وقال فى المقاصد: وروى الطبرانى بسند ضعيف عن سعيد بن عبدالله الأودى، وذكر قصة احتضار أبى إمامة، وأنه أوصاهم بأن يلقنوه الشهادة بعد دفنه، ثم قال: ضعفه ابن الصلاح ثم النووى، وابن القيم، والعراقى، والحافظ ابن حجر فى بعض تصانيفه وآخرون.

فتلقين الميت بعد دفنه، حسب الفقهاء، ليس واجبًا بالإجماع، ولا كان من عمل المسلمين المشهور بينهم على عهد ‏النبى صلى الله عليه وسلم وخلفائه، بل ذلك مأثور عن عددٍ من الصحابة: كأبى أمامة، ‏ووائلة بن الأسقع، فمن الأئمة من رخص فيه كالإمام أحمد، وقد استحبه طائفة من ‏أصحابه، وأصحاب الشافعى، ومن العلماء من يكرهه لاعتقاده أنه بدعة. ‏

والتلقين المشروع هو تلقين المحتضر عند خروج روحه بأن يلقن‏:‏ لا إله إلا الله، لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله‏»، رواه الإمام مسلم فى ‏صحيحه‏.

[email protected]