عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تابع الجميع ردود فعل الشارع العربى الغاضبة تجاه ما فعله الممثل محمد رمضان حين ذهب إلى دبى للمشاركة فى الاحتفال بافتتاح مشروع لأحد الصهاينة هناك، وتباهى بالتصوير مع بعض النجوم الإسرائيليين وهو فى حالة من النشوة التى تعكسها كاميرا التصوير.

جاءت ردود الفعل عنيفة تجاه ما أقدم عليه محمد رمضان، لتؤكد لإسرائيل استمرار رفض الشعب العربى لأى شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيونى، وهو التطبيع الذى رفضه المصريون بإرادتهم رغم توقيع معاهدة سلام بين إسرائيل ومصر عام 1979.

وإذا كانت معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل لها ظروفها التاريخية وتندرج تحت مسمى المعاهدات السياسية، بغية تحقيق كل طرف من أطرافها مكاسب معلومة تعود عليه بالنفع، فإن مصر-بلا شك- كانت تسعى بصورة أساسية لاسترداد بقية أراضى سيناء المحتلة آنذاك، بعد أن استردت جزءًا منها بالحرب والنصر فى أكتوبر 1973، بينما رفضت جموع الشعب الاندماج مع الكيان الصهيونى أو الدخول معه فى أية شراكات تعود بالنفع عليه، فقد كان قرار عدم التطبيع قرارًا شعبيًا خالصًا وليس سياسيًا.

وقد اتخذت بعض الهيئات والمؤسسات إجراءات حازمة تجاه عدم التطبيع مع الكيان الصهيونى، حيث التزم المنتمون إليها بقرارات عدم التطبيع مع الكيان الصهيونى، الذى اغتصب أراضينا، وانتهك أعراضنا، واستباح دماءنا، ويكفيه عارًا ما فعله مع الأسرى المصريين العزل عام 1967، حين قَتل بعضهم رميًا بالرصاص، ودفن البعض الآخر أحياءً فى مقابر جماعية.

ونظرًا لأن الممثل محمد رمضان يتمتع بشعبية كبيرة بين محبيه، فقد استنكر الجميع قيامه بالمشاركة فى مناسبة لأحد الصهاينة، ضاربًا بقرارات نقابته بعدم التطبيع عرض الحائط. والأدهى من ذلك أنه بدلًا من أن يخرج على جمهوره ومحبيه باعتذار واضح عما بدر منه، خرج ببعض التغريدات والمنشورات البلهاء التى تتسم لغتها بالكبر واللامبالاة.

يا سيد رمضان، ألا تعلم أن التعامل مع شخصيات أو كيانات معادية لمصر يستوجب تقديم طلب إلى الجهات المختصة للحصول على موافقة بذلك، أم أنك فوق القانون؟ ألم يخبرك أحد منذ نعومة أظفارك بأن الصهاينة هم من قتلوا أبناءنا فى مدرسة بحر البقر؟ وهم من قتلوا الفريق عبدالمنعم رياض على الجبهة بدم بارد؟ ألم يحكوا لك فى حواديت قبل النوم عن بطولات أجدادك فى تأديب الفئران، وكيف أبادتها الأسود بعد أن انتزعت منها خُصاها؟

من المؤسف أن إنسانًا عربيًا يفترض أنه ذو نخوة يغض الطرف عن تاريخ الصهاينة المخضب بالدماء مع العرب منذ احتلالهم أراضينا فى عام 1948 وحتى اليوم. ومؤخرًا، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى فى تغريدة له بمناسبة «يوم كيبور» أننا أعداء بلاده، فأى سلام تتحدث عنه وأى تطبيع تذهب إليه يا سيد رمضان مع كيان يجاهر بعدائه لبلادك!

أتذَكر فى عام 2000 سافرت لحضور مؤتمر فى اليونان، ولاحظ أحد المشاركين أننى لا أكل لحمًا، فظن أننى يهودى. فسألني: من أين؟ قلت له: من القاهرة.

سألته: وأنت؟ قال: من تل أبيب. أخذنا نتجاذب أطراف الحديث لحين انتهاء الغداء.

وفجأة قال لي: إذا دعوناك لزيارة إسرائيل أستأتى؟

أجبته على الفور: ليس هناك تعاون بيننى وبينكم، كما أن هناك قوانين تحدد أطر التعاون مع الجهات الأجنبية، وأنا أحترم القانون، والأهم أننى أحترم إرادة الشعب.

سألني: ماذا تعنى بعبارتك الأخيرة؟

قلت له: ردوا الأرض المغتصبة لأصحابها، وحينئذ نتكلم عن التطبيع.

يا سيد رمضان...إن الاعتراف بالخطأ شجاعة، والاعتذار لمحبيك فضيلة!

< كاتب="" وأستاذ="">