هَذَا رَأْيِي
أنتم بعد إرادة الله.. لولا أنتم ما نعمنا بالحياة.. (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) أى من اجتهد وتصدى للحفاظ على نفس بشرية فكأنما أحيى البشرية جمعا.. فنيتم أعماركم فى العلم والتحصيل.. تفوقتم بذكائكم وعلمكم من أجل أحياء أبدان أنهكها المرض ونفوس أوشكت على الهلاك والضياع.. ضحيتم بأنفسكم من أجل سلامتنا مما أصابنا. تصديتم لعدونا وعدو البشرية متسلحين بأدواتكم من بدلة واقية وكمامة وقفاز التى هى بمثابة البندقية بيد المقاتل فى ساحة المعركة.. أنتم وهبتم أنفسكم فداءً لهذا الوطن وأبنائه.. فإذا افترس عدونا أحدا منكم فى ساحة المعركة فهذه خسارة للوطن قبل أن تكون خسارة لأسركم وذويكم.. فقدكم هو خساره لخيرة من أبناء الوطن.. رحيلكم خاصة الشباب منكم ليس خسارة فادحة للوطن لكنها كسر ظهر لأسرة كانت أحلامها تطير بها فى عنان السماء.. بين عشية وضحاها رحل قائد المسيرة وربانها.
هل نترككم تواجهون متاعب الحياة وغدرها بعد رحيل عائل عز الزمان أن يجود بمثله؟..أيها الأطباء، بشريين وأسنان، صيادلة وممرضين، علاج طبيعى ومعاونين لا تنزعجوا، أسركم وذويكم فى قلوبنا قبل أعيننا.. اسركم فى حضن وطن لن يترك أحدًا من أبنائه مكسور الخاطر حتى وإن كثرت مشاكله وهمومه.. أبناء الوطن من رجال أعمال ومجتمع مدنى لن يتركوكم وحيدين.. نعلم أن معاش عائلكم خاصة من الشباب هزيل، لا يثمن ولا يغنى من جوع.. ندرك أن نقاباتكم لن تستطيع وحدها أن تقدم لكم ما يكفيكم ويضمن لكم حياة كريمة لاسرة عائل كان من صفوة المجتمع واحد أبنائه المتفوقين.. صحيح أن الدولة انشئت صندوق لرعاية أخطار المهنة وأعادت النظر فيما يقدم من مزايا لأعضاء المهن الطبية ولكن أسر شهداء المهن الطبية من ضحايا كورونا بحاجة إلى ما يجبر خاطرهم ويضمن لهم حياة كريمة للمحافظة على كيان هذه الأسر ويضمن لها أن تعيش بعزة وكرامة.. من فُقدوا من الكوادر الطبية والذين كانوا وما زالوا فى مقدمة الصفوف لمواجهة وباء كورونا هم ضحايا حرب.. علينا أن نظلهم بمظلة قانون أسر الشهداء من الجيش والشرطة فهذا مطلبهم.. معاش استثنائى يضمن لهم حياة كريمة، فمعاش فقيدهم خاص من صغار السن هزيل ومُهين.
على اتحاد المهن الطبية أن يشكل لجنة لإدارة ملف أسر الشهداء من أعضاء الفريق الطبى على أن يضم اسر شهداء أعضاء الرعاية الصحية من غير أعضاء اتحاد المهن الطبية، فهذه أزمة مؤقتة يكون لها إدارة مؤقتة وحسابات مستقلة بعيدًا عن حساسية نحن وهم أو أى خلافات أو اختلافات. على رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية أن يقوموا بدورهم لدعم رعاية أسر الشهداء أعضاء الرعاية الصحية من ضحايا حربنا مع كورونا مع تنفيذ تغطية تأمينية للأطباء والممرضين والعاملين فى مجال الرعاية الصحية ضد مخاطر تفشى وباء كورونا أصبح ضرورة لتأمين حياتهم وضمان حياة كريمة لأسرهم.
على شركات التأمين أن تسعى مع ممثلى نقابات المهن الطبية لعمل وثيقة تأمين لأعضاء المهن الطبية يشترك فى تغطيتها جهات العمل والنقابات ويساهم فيها مساهمة رمزية أعضاء المهن الطبية.. علينا جميعا دولة ومؤسسات مجتمع مدنى أن نتعاون لتأمين حياة كريمة لهؤلاء المقاتلين ورعاية أسرهم، فهذا قليل يحب علينا أن نقدمه لهؤلاء الأبطال لضمان استمرارهم فى أداء رسالتهم السامية تجاه وطنهم.. وحماية لأسرهم وذويهم عن فقد قائد مسيرتهم وربان سفينتهم الذى فقدوه فى معركتنا مع كورونا.. حما الله مصر وشعبها العظيم من كل مكروه وسوء.