حفنة كلام
فى شبابنا طاقات كبرى فى حاجة إلى من يكتشفها ومن يحثهم على التفاؤل والأمل فهناك قوى كبيرة تنفث فيه اليأس والكُره فما أحوجنا إلى زراعة الأمل ولذا فقد سعدت بدعوة الدكتور محمود عبدالوهاب السمان طه مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إنسان إيد التى تعنى بالشباب وطاقاتهم لحضور حفل تخرج الدفعة الأولى من برنامج «شباب من أجل المجتمع» التى اشترك فيها أكثر من ثمانين شابا وشابة وانقسموا إلى مجموعات، كل مجموعة تقترح فكرة وتعمل على تنفيذها فى عدة أشهر وتمولها المؤسسة وتيسر لهم تنفيذ خططهم.
وكم سعدت وأنا أشاهد عرض هذه الأفكار التى طبقت فى قرى مصر بأيدى شباب فهناك من نشر الثقافة الرياضية فى إحدى القرى وانضم آلاف الشباب إليه (أولاد وبنات) ونشر لعبة الهوكى وهناك من زرع أسطح البيوت لتتحول إلى جنة خضراء بعد أن كانت مخزنا مشوها للكراكيب والغبار ومنهم من اكتشف المواهب الأدبية والفنية والموسيقية وقد استمعت إلى أصوات أطفال مبهرة اكتشفهم من بين حقول القصب ومزارع القمح، وهناك مبادرة لنشر الثقافة الإلكترونية بين الشباب وقد فوجئت أنهم علّموا فتيات إحدى القرى صيانة التليفونات بعد أن كانت هذه المهنة محجوزة للرجال فقط كما سعدتُ بمبادرة تراثية تعيد لنا الحِرف التقليدية وقد اشتريت منهم بعض المنسوجات القطنية الرائعة بأسعار زهيدة وشاركوا فى معرض تراثنا الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقاهرة.
وآمل أن أرى هذه المنسوجات والتحف والحلى التى أبدعها شبابنا تُصدّر للخارج وسيكون لها سوق ناجح بالخارج فهى مشغولات يدوية يعشقها الناس فى العالم، مبادرات كثيرة أبدعها شباب بتشجيع مؤسسة إنسان إيد التى أحييها وأشكر القائمين عليها وأحييهم على امتدادها إلى غرب أفريقيا وقرى الصعيد.
• مختتم الكلام:
فارْمِ البذورَ فى الحجرْ
غدًا سينزلُ المطرْ
وينبتُ الشجر
ونأخذُ الثمرْ
من الظلامِ ينبتُ الضياءْ
لا تلتفتْ إلى الوراءْ
لمْ تُقسمِ العينان للأمامِ والوراءْ
والنهرُ لا يعودُ للوراءْ
لا تلتفتْ إلى الوراءْ
badranm[email protected]