كلمة عدل
جاء حادث استشهاد اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، أثناء قيامه بمهام عمله أول أمس، ليسطر فصلًا جديدًا من سجل رجال الشرطة المُشرف، الذين آثروا الاستشهاد بشرف وبسالة، ضاربين أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن.
«بطل مقدام لا يهاب الموت».. رُغم أن رتبته إشرافية وقيادية إلا أن «عصر»، أصر على مشاركة رجال الحماية المدنية، فى إخماد حريق نشب داخل محطة مترو مسرة، إنقاذًا للمئات من ركاب مترو الأنفاق، ليسقط داخل «الهوّاية»، ويستشهد فى الحال.
كان الشهيد «عصر»، من الضباط المشهود لهم بالكفاءة والوطنية، وكان دائمًا فى مقدمة الصفوف لمواجهة أى مخاطر قد تهدد سلامة المواطنين، ولم تكن هذه الواقعة هى المرة الأولى التى يشارك فيها البطل فى إنقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات، حيث نجح من قبل فى السيطرة على حريق هائل عام 2016، نشب بالقطار رقم 1551 «القاهرة- طنطا»، وكان حينها برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحى بمحطة مصر، فاقتحم النيران ولم ينتظر وصول الدعم، وبدأ فى إخلاء الركاب، والتعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته وبسالته امتداد النيران لباقى العربات.
تُقدم الشرطة المصرية يوميًا أروع النماذج فى الدفاع عن الوطن بعزيمة قوية لا تلين أو تنكسر، فى كافة المجالات الشرطية، وضحت على مدى تاريخها المُشرف الناصع بآلاف الشهداء من رجالها وأبطالها المخلصين من أجل مصر وشعبها العظيم.
تعكس النجاحات الأمنية المتواصلة بمختلف القطاعات، حجم الجهد الكبير لرجال الشرطة فى حفظ المواطنين والممتلكات، والأدوار الوطنية للشرطة المصرية قديمًا وحديثًا معروفة للجميع، بدايةً من معركة الإسماعيلية فى يناير 1952 التى راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة المصرية على يد الاحتلال البريطاني، عندما كان فؤاد باشا سراج الدين وزيرًا للداخلية وقتها، وحتى حمايتهم حاليًا للجبهة الداخلية ومشاركتهم فى معركة البناء والتنمية التى تخوضها مصر الجديدة، ومازال العطاء مستمرًا.
تحية شكر وإعزاز وتقدير، للساهرين على أمن وأمان الشعب المصرى بكل صدق وإخلاص وتفانٍ وتضحية، من أبطال القوات المسلحة، والشرطة المصرية، الذين خاضوا، ولا يزالون، أعنف المعارك لحماية الوطن والحفاظ على مقدرات الشعب، والتصدى للمخططات الإرهابية التى تستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر، وإنفاذ القانون، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
رحم الله الشهيد ياسر عصر، ورحم شهداء الوطن الأبرار، وحفظ مصر من كل مكروه وسوء، وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.
رئيس حزب الوفد