رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

ربما.. انتهت الانتخابات فى أمريكا بفوز جون بايدن على دونالد ترامب، ولكنها لم تنته فى المنطقة العربية.. وهناك من ينتظر سياسات بايدن تجاه العرب أكثر من انتظاره سياسات حكام العرب تجاه الشعوب العربية!

وربما.. هى المرة الأولى التى ينشغل العالم العربى، شعوبًا وحكامًا، بالانتخابات الامريكية بهذا القدر الكبير من الترقب والقلق والمخاوف.. وكانت المخاوف تحديدًا وما زالت، نابعة من عودة سياسات الرئيس السابق بارك أوباما للمنطقة العربية بفوز نائبه بايدن بالرئاسة.. وهى سياسات بوجهين.. تفعل غير ما تقول.. تبتسم فى وجهك وتطعنك فى ظهرك، تعمل على تفتيت الدول من الداخل، وتقوية جماعات مسلحة من الخارج، تبدو غير راضية عن ممارسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وفى نفس الوقت تفعل كل ما فى وسعها لضمان أمن وتفوق إسرائيل العسكرى على كل دول المنطقة، وتعادى أنظمة حكم عربية مسالمة، وفى المقابل تصادق وتجامل وتساند نظامى الحكم فى إيران وتركيا بكل شرورهما تجاه الشعوب العربية!

وربما.. لأن ترامب رجل أعمال جاء إلى البيت الأبيض بنفسه بعد أن كان هو الذى يتبرع لمساعدة آخر ليأتى إلى البيت الأبيض، وقد كان ذلك مفاجئا ومباغتًا فى عام 2016 لكل المؤسسات الامريكية التقليدية.. الحكومة والكونجرس بغرفتيه، والمؤسسة العسكرية.. وكلها مؤسسات تمارس سياسة اللعب على الحبال والكيل بمكيالين، ويسيطر فيها جيش من المستشارين يتبعون، إلى حد الشراء، عددا كبيرا من اللوبيهات، ومعاقل صناعة القرار المتسترة تحت مسميات مراكز الدراسات والبحوث واستطلاع الرأى.. وجميعهم يضعون فى النهاية مصالح الجهات التى يمثلونها على طاولة الرئيس ليوقع على القرار الذى تم طبخه وصناعته داخل غرف خلفية مغلقة فى الحكومة وفى الحزبين الديمقراطى والجمهورى بغرفتى الكونجرس الأمريكى، وكذلك داخل الجيش والمخابرات الأمريكية.. وكل ذلك هدمه ترامب على رؤوسهم وكان هو الذى يصنع ويطبخ ويوقع قراره بنفسه.. ولهذا كان لابد من سقوطه!

وربما.. لو عرفنا كواليس ما جرى من تحالفات غير متوقعة بين جهات حكومية ومنظمات غير حكومية، ومن مؤسسات إعلامية وثقافية وفنية ضد ترامب خلال فترة حكمه، نعرف أسباب عدم فوزه فى الانتخابات.. فقد تولى الرئيس السابق أوباما وبمساعدة الملياردير الأمريكى توم ستاير، الذى أنفق ملايين الدولارات على تسجيل الآلاف من الأمريكيين الافارقة فى قوائم الانتخابات للتصويت لصالح جون بايدن، وكذلك دفع كفالات المئات منهم للخروج من السجون لضمان تصويتهم أيضا لصالح بايدن، وأنفق 30 مليون دولار هذا العام لمساعدة الديمقراطيين على أن تكون لهم غالبية المقاعد فى مجلس النواب الأمريكى.. كل هؤلاء اتفقوا جميعا، مع انهم لم يتفقوا فى يوم على رئيس أمريكى واحد، ولكنهم هذه المرة اتفقوا على هزيمة ترامب وذلك منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض من خلال السخرية منه والنيل من كرامته بكل الصور والسبل مع إنه نجح فى مواجهة الصين ووقف اغراق السوق الأمريكى بمنتجات المصانع الصينية واستبدالها بالمنتجات الامريكية وهو ما يعنى إعادة تشغيل مئات المصانع المتوقفة وإعادة تشغيل الالاف من العاطلين، وكذلك عقد صفقات بيع أسلحة بالمليارات ساهمت فى دعم الاقتصاد الأمريكى، وتوفير الاف فرص العمل وقللت نسب البطالة والتشرد فى شوارع أمريكا!

وربما.. لم يكن ترامب أفضل رؤساء أمريكا للمنطقة العربية.. ولكنه كان من وجهة نظر الكثير فى المنطقة أوضحهم وأكثرهم صراحة وصدقًا فيما يقوله ويفعله ويفكر فيه.. ويمكن التعامل معه بكل محاسنه ومساوئه.. بمنطق «اللى تعرف ديته اقتله»..! وربما.. الخطأ الأكبر الذى وقع فيه ترامب وكان سببًا فى طرده من البيت الأبيض هو اللهاث خلف اللوبى اليهودى والصهيونى بهذه القرارات الصادمة للعالم والعرب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وضم القدس الشرقية، الجولان السورية المحتلة لإسرائيل، وسعيه لضم أكبر عدد من الدول العربية لعقد اتفاقيات سلام معها هو المسمار الذى دقه التحالف المعادى له فى نعشه الأخير بصناعة لوبى جديد، وكتلة تصويتية جديدة ضده فى الانتخابات من الأمريكيين الافارقة والمهاجرين.. الذين نجحوا فى هزيمة اللوبى اليهودى فى صورة دونالد ترامب!

[email protected]