عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى حوار تليفزيونى مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، طلب ممن انتقدوا موقفه بعد حادث مقتل مدرس التاريخ فى ضاحية من ضواحى باريس، أن يضعوا أنفسهم فى مكانه كرئيس للجمهورية الفرنسية، قبل أن يذهبوا إلى محاسبته على ما قال فى أعقاب الحادث! 

وكان هو قد بادر حين عرف بنبأ ذبح المدرس على يد شاب شيشانى، فقال كلامًا لم يكن واضحًا ولا حاسمًا بما يكفى كموقف منه فى قضية الرسوم، بل إنه بدا أقرب إلى تأييدها منه إلى عدم رضاه عنها، وهذا ما أدى إلى أن كثيرين فهموا من كلامه أنه لا يرفضها ولا يدينها، وإنما يقف معها فى صف واحد! 

وكان من الطبيعى أن يتعرض بعدها لعاصفة من الهجوم، وكان من الطبيعى أيضًا أن تهب العاصفة عليه من جانب الذين جرحت الرسوم مشاعرهم داخل فرنسا وخارجها على السواء! 

غير أنه سرعان ما استشعر خطأ ما وقع فيه فأخذ خطوات إلى الوراء، ثم راح يشير إلى أنه يفرق بين الإسلام كديانة سماوية لها أتباعها حول العالم، وبين إسلاميين يرتكبون الكثير من الفظائع تحت راية الدين ويتسببون فى الكثير من الأزمات والكوارث! 

وفى سبيل شرح موقفه أكثر، فإنه أبدى تفهمه لغضب كل مسلم من الرسوم، ثم طلب من الذين غضبوا أن يلتفتوا إلى أن منصبه كرئيس الجمهورية يضع عليه مسئولية حماية الحقوق وضمان الهدوء.. والقصد من حكاية حماية الحقوق هو أن عليه أن يحمى حق المواطن الفرنسى فى حرية التعبير، التى تصل هناك إلى حدود تكاد تكون بلا سقف.. أما حكاية الهدوء فالقصد منها هو مسئوليته عن حفظ الأمن وتحقيق الأمان للمواطنين الذين انتخبوه! 

والمعنى فى كلامه أن الذين غضبوا من موقفه سوف يلتمسون له العذر، لو أنهم جلسوا فى مكانه ثم تطلعوا إلى القضية من خلال عينيه! 

وهذه حقيقة لا تستطيع أن تجادله فيها، ولكنها حقيقة ناقصة.. وما ينقصها أن يحدث العكس فيضع الرئيس الفرنسى نفسه فى مكان الذين ساءتهم الرسوم، لعله يراها بأعينهم فيلتمس لهم العذر فى غضبهم وسخطهم بالتالى، وربما يسعى ساعتها إلى فعل شىء يمنع نشر رسوم أخرى فى المستقبل! 

الفكرة من فرط بساطتها تبدو معقدة، وهى أن الإنسان يستطيع أن يكون حرًا دون أن ينال من مشاعر الآخرين، ويستطيع أن يمارس حريته فى التعبير دون أن يتسبب فى جرح شعور أحد!