رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

من الوطنية وقدسية الواجب أن تكون الأصابع على الزناد تنبهًا واستعدادًا لدفع أى خطر يهدد مصر من خارج حدودها.. لا يمكن أن ننقل منطق الأصابع على الزناد ضد العدو إلى داخل الوطن، ويعطى البعض منا نفسه الحق أن يصوب كل أسلحة الدمار الأخلاقى الشامل انتقامًا من زميل مهنة أو شخصية عامة لمجرد الاختلاف معه فى الرأى- فى الوقت الذى نقول إننا معا نحارب الإرهاب والتطرف.. أليس التلاسن الذى يصل إلى حد التخوين من قبل بعض الاعلاميين تجاه وزير الدولة للاعلام نوعا من التطرف والإرهاب الفكرى والاجتماعى والشخصى.. الواقع والمؤكد أن توزيع الصحف الورقية تراجع كثيرًا جدًا أمام فيضان الصحافة الاليكترونية.. الواقع والحقيقة أن نسبة مشاهدة القنوات الفضائية بشكل عام محدودة جدًا لدى الفئة العمرية الأقل من 30 أو 35 عامًا.. هل الهجوم المحموم والمنظم على وزير الدولة للاعلام الأستاذ أسامة هيكل من قبل بعض «عنترية المناسبات» فى مواقع اعلامية مختلفة حرب بالوكالة على الرجل، وإذا كان الأمر كذلك فمن صاحب المصلحة، ومن الرابح والخاسر.. أنا شخصيًا لا أدعى أننى أعرف من الرابح ومن المتحكم فى «عرائس الماريونيت» الاعلامية ولكنى بكل يقين أعرف ان الخاسر الأكبر هو مصر الدولة والمجتمع.. ما هكذا يا سادة تبنى الأوطان وتقوى وتستمر، ومن يفتعلون هذه المعارك العبثية هم الأكثر إضرارًا بمصر وتشويها لصورتها.. كيف ننتظر أن تختفى من شوارعنا جريمة لا إنسانية كالتحرش، ونحن وعلى الهواء مباشرة يتحرش بعض رموز الكلمة والصورة بمن يختلفون معهم فى الرأى، رغم أن رسالتهم الحقيقية أن يرسخوا فى ثقافة الجمهور العام فضيلة الاختلاف وقدسية الدفاع عن رأى الآخر - هذا لو اعتبرنا السيد وزير الدولة للاعلام يمثل الآخر لمجرد أنه مارس نقدًا ذاتيًا موضوعيًا ورصينا.. وعلى ما يبدو أننا نعانى كمجتمع من حالة «مكارثية» كارثية تصل إلى حد الردة عن أبسط قواعد االتسامح والحرية واحترام الآخر.. شاب تناول محطة اذاعية بالنقد على طريقة ستاند أب كوميدى.. ببساطة نوع من الخيال الكوميدى الأقرب للتقليد الذى كانت تقدمه الفنانة لبلبة لسنوات وكانت تقلد بشكل كاريكاتورى ساخر كل فنانى مصر وكثيرا من الشخصيات العامة.. هذا الشاب قدم فقرة فيديو مدتها دقيقتان وأربع ثوان تناول فيها بشكل ساخر طريقة وأسلوب أداء تترات وبرامج اذاعة القرآن الكريم.. الشاب المسكين لم يقترب من العقيدة ولا من الكتاب المقدس ولا من رموز اسلامية تاريخية.. قامت الدنيا ولم تقعد والمطالبات بمحاكمة هذا الشاب وردعه فاقت كل تصور.. الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر فى تصريح نارى ومعقد واستعدائى - على موقع جريدة الوطن الاليكتروني- قالت: إنه لا يجوز التنمر على الإنسان بأى شكل من الأشكال عمومًا، وخصوصًا إذا تعلق الأمر بإذاعة القرآن الكريم والعاملين عليها، فهؤلاء المذيعون الذين سخر منهم الشاب كان لهم الفضل فى نشر الثقافة الدينية فى كل بيت مصرى.. يا سيدتى الفاضلة - لا داعى للتنمر بالشاب والتشجيع على قطع لسانه عقابا له على الغناء البريء- أنا عملت بالاذاعة فى بداية حياتى الاعلامية مطلع الثمانينيات وأعرف كثيرا من الزملاء الذين كانوا يعملون بمحطة القرآن الكريم.. هم بشر مثلنا وليسوا مراسلين اذاعيين مكلفين من السماء، وانتقادهم ليس مساسا بمقدس، وكل المذيعين لهم اخطاؤهم ولهم من الأداء ما يثير شهية المقلدين.. ومسألة فضلهم فى نشر الثقافة الاسلامية أمر لا يجب اطلاقه على علاته هكذا، لأن أحوالنا وأحوال ثقافتنا الاسلامية «الوافدة» من الصحارى المجاورة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضى لا تحتاج إلى تأويل ويعرف العقلاء ماذا أحدثت بهذا المجتمع وكم نالت من فطرته الطيبة.. من حق الدكتورة آمنه نصير أن تدافع عن محطة القرآن الكريم ومذيعيها، ولكن من القسوة والمغالاة فى الفكر أن تطالبي بمعاقبة شاب انتقد طريقة أداء مذيعى محطة القرآن الكريم.. وعلى فكرة يا دكتورة ما تفضل به شاب الستاند اب كوميدى وربما دون أن يقصد هو صحيح علميا ومهنيا لأنه لا يعقل أن تؤدى تترات برامج محطة القرآن الكريم بهذه الطريقة المفتعلة، ولا أن تقدم البرامج بتلوين صوتى صاغته تصورات مسبقة لا معنى لها عن شخصية المؤمن التقى الورع.. هناك فارق بين الأداء الاذاعى والأداء الدرامى، وكثير مما يقدم بمحطة القرآن الكريم أقرب للأداء الدرامى منه للأداء الاذاعى الإعلامى.. خلاصة الأمر- سواء الذين قذفوا الوزير بالحجارة وكل بيوتهم من زجاج أو الذين اختلط لديهم الأمر بين القرآن الكريم ومحطة القرآن الكريم- اقول لكم ارحموا هذا المجتمع ولا تزرعوا الشوك وتنتظروا قرب مواسم الزهور.