رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

لم يكن انتصار أكتوبر ليتحقق دون دفع الجبهة الداخلية الشعب وامامها الأزهر الشريف.. كان وقتها الإمام الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر.. البداية عندما رأى الشيخ فى منامه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعبر قناة السويس ومن خلفه أبطال القوات المسلحة، فى إشارة منه إلى نجاح العبور للجيش المصرى وهى الرؤية التى شجعت السادات على اتخاذ قرار العبور فورًا.. وكانت للشيخ متولى الشعراوى جملته الشهيرة الداعمة للقوات المسلحة قال «أنا باللسان وأنتم بالأسنان».. وهو على الجبهة وسط الجنود يحفزهم، وكانت له محاضرات مسجلة مع أبطال حرب أكتوبر التى أكد فيها «إننا جميعًا جنود الحق، أنا بالحرف وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالأسنان».

والحق يقال إن ذكاء السادات فى التعامل مع الأزهر كان سببا فى نجاح استكمال الانتصار.. فى البداية كاد السادات أن يطيح باختصاصات شيخ الأزهر من خلال مشروع قانون يمنح لوزير الأوقاف صلاحيات الأزهر وما كان من الشيخ إلا أن قدم استقالته لرئيس الجمهورية على الفور، لكن لم يمنع هذا الخلاف الشيخ من قص رؤياه على السادات الذى تراجع عن قراره..

كان للأزهر قوته التى تصدر بشراسة للدفاع عن الدين.. حيث لم يمتنع الجهلاء عن إلقاء الشظايا لتصبح الحرب على جبهتين.. وكانت أبرز تلك المعارك قانون الأحوال الشخصية ومحاولات الدكتورة عائشة راتب إصداره دون الرجوع إلى الأزهر، وحرصت على إقراره من مجلس الشعب على وجه السرعة، وكان هذا القانون قد تضمن قيودا على حقوق الزوج على خلاف ما قررته الشريعة الإسلامية. ولما علم الإمام الأكبر بهذا القانون أصدر بيانا قويا حذر فيه من الخروج على تعاليم الإسلام، ووقف فى وجهه قبل أن يرى النور، الحق يقال إن المناوشات التى بدت فى تلك المرحلة بين الأزهر والنظام تعامل معها السادات بذكاء شديد لعلمه مدى أهمية قلعة الأزهر وحب المسلمين فى جميع أنحاء العالم لهذا الصرح وتأييده. السادات تأكد أن الأزهر هو الجواد الفائز وان الانتصار دونه مستحيل لكونه محرك القلوب قبل الجيوش.