عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

تسلم الأيادى تسلم يا جيش بلادى أعتقد أن تلك الكلمات كان لها وقع السحر على قلوب المصريين بانتصار حققه الشعب والجيش على حكم الجماعة الإرهابية.. كتلك التى تغنى بها أشهر المطربين عن انتصارات حرب أكتوبر من عينه «خلى السلاح صاحى» و«بسم الله الله أكبر بسم الله» وهى صرخة أبناء الجيش عند النصر حقًا الله أكبر عليك يا جيش مصر يا من حيرت ومازالت تحير أعتى أجهزة المخابرات والاستخبارات  العالمية عن قوة هذا الجيش وقادته وجنوده.. ليس ذلك فقط بل ذكاء ودهاء وحنكة أبنائه فى خداع العدو من أجل النصر.. بدأها الثعلب الأسمر- رحمه الله- الرئيس السادات بخطة الخداع الاستراتيجى قبل حرب أكتوبر المجيدة.. ففى يوليو 1972 اجتمع  السادات  مع رئيس المخابرات العامة والمخابرات الحربية ومستشار الأمن القومى والقائد العام للقوات المسلحة لوضع خطة خداع  استراتيجى يسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجى والتسليحى الإسرائيلى عن طريق إخفاء أى علامات للاستعداد للحرب وحتى لا تقوم إسرائيل بضربة إجهاضية للقوات المصرية فى مرحلة الإعداد على الجبهة، واشتملت الخطة على ستة محاور رئيسية تتعلق بالجبهة الداخلية ونقل المعدات للجبهة وإجراءات خداع ميدانية وأخرى سيادية وتأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة وتوفير المعلومات السرية عن العدو وتضليله.. كانت تلك الخطة هى بداية النهاية لنكسة ٦٧ بانتصار أسطورى وتاريخى حير العالم أجمع وقتها ومازال يحيرهم حتى الآن، والدليل زرعهم جماعة الإخوان الإرهابية وسعيها الدائم لهدم الجيش المصرى هذا الجيش الذى أبكى جولدا مائير «رئيسة وزراء إسرائيل»  وقت حرب أكتوبر فحينما شعرت أمريكا بقرب هزيمة إسرائيل هزيمة شنعاء فى حرب أكتوبر المجيدة 1973  وحينما بكت جولدا مائير لكيسنجر فى 8 أكتوبر 1973 وهى تدبدب على الأرض كالأطفال تدخلت أمريكا بكل قوتها الحربية والمعلوماتية واكتشف قمر التجسس وجود فراغ بين الجيشين الثانى والثالث استغلتها إسرائيل وصنعت منه ما يعرف بالثغرة «ثغرة الدفرسوار»  وعبرت للضفة الغربية للقناة لإيهام العالم بالتعادل  وحاولت احتلال السويس ولكنها لم تستطع فصوروا جولدا  وهى فى «ميناء الأدبية» لنشر هذه الصور فى إسرائيل لتوحى لمواطنيها بالانتصار أو بالطمأنينة،

ومع ذلك وجدوا جولدا حزينة وكئيبة أكثر ما هى.. فقالوا لماذا مازالتِ حزينة؟ قالت أفكر فيمن هناك.. قالوا لها هناك فى إسرائيل؟ قالت لا بل أفكر فيمن فى مصر، قالوا من تحديدًا؟ قالت: أفكر كيف أمنع أجيالهم القادمة من الحضور إلينا مرة أخرى.. بدون حرب والنتيجة كان لها ما أرادت وكانت تلك الثورة الوهمية التى خدعت بها أمريكا الشعب المصرى بعد استقطاب مجموعة من الشباب الخونة الذين خرجوا على النظام والجيش وهتفوا يسقط يسقط حكم العسكر فى يناير 2011  ليصنعوا جيلًا لا يعرف قيمة التاريخ والرموز والوطن وقيمة الدرع والسيف، شباب مغيب يسخر ويهدم جيشه بيده.. ولكن يمكرون ويمكر الله فقد خرج من عباءتهم.. من اعتبروه رجلهم وسلم لهم الجيش المصرى على طبق من فضة ليصبح ابن مصر ورئيسها السابع «الثعلب الثانى» بعد السادات «السيسى» الذى لم يخدع الجماعة الإرهابية فقط، بل خدع العالم أجمع بخطة دفاع استراتيجى لحرب من أعنف الحروب بعد أكتوبر وهى حرب مصر على الإرهاب التى قادها ابن مصر بنجاح إريك وما زال يربك كافة الحسابات ليس لعدونا الدائم والتقليدى إسرائيل ولكن للأعداء الجدد الذين استخدمتهم الصهيونية العالمية لوأد الأمة العربية والإسلامية ممثلة فى رموز الإرهاب والداعمين لهم قطر وتركيا.. وهو السيناريو الذى توقعه بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل أنور السادات عندما قال «إن أيامه معدودة وأن مصر ستواجه تحديًا قويًا أكبر من حرب أكتوبر وقد كان»... «قال عن سوريا سيسمحون للروس أن يدخلوها للحفاظ على الحكم لعائلة الأسد وبالفعل حدث».. «أحرج فرنسا أمام شعبها عندما رفضت  أن تبيع لنا  منظومة دفاع جوى وجعل أسوأ سلاح فى العالم الروسى يتفوق على السلاح الأمريكى والألمانى فى ٦ ساعات ثم طرد  الخبراء الروس ووضع للجيش المصرى عقيدة لا تزول ولا تتبدل ولا تنكسر». 

مضى لليهود على ورقة وأخذ سينا، ثم أحضر رئيس أمريكا فى قرية ميت أبوالكوم ليشاهد الفلاحين الصبح وهم رايحين الغيط بالبهايم. ذهب  للكنيست فى عز الحرب وألقى  خطابًا أشبه بالتهزيق لكن بأدب لليهود، ولبس كرافاته عليها شعار النازية فى عقر دارهم، قال  لإيران مصر دولة تحترم الجميع ومن لا يحترمها فليستعد للعقاب، سمح لطائرة الرئيس الإيرانى شاه إيران بالهبوط فى مطار القاهرة وعاش فيها هو وأسرته حتى مات، ولم تتجرأ إيران أن تفتح فمها رغم أنها هددت أى دولة تستقبل شاه إيران.. قال لصدام حسين أكبر فخ إنك تضرب الكويت وبسبب الفخ ده أمريكا هاتدخل المنطقة ومن يومها دخلت ولم تخرج وهدمت معها دولًا عربية، قال لإثيوبيا سنموت على جثثكم عندكم فى أرضكم دفاعًا عن النيل، وهو ما كان متوقعًا حدوثه وأعلنها الرئيس السيسى أن النيل يعنى لمصر الموت أو الحياة، وقد اخترنا الحياة فى رسالة قوية، أن من يعادينا فإنه ميت ونحن بفضل الله أحياء.. فرحمه الله على بطل الحرب والسلام وتحية مخلصة لأسد مصر عبدالفتاح السيسى الذى لا يهزه أحد ولا تكسر عزيمته أى تهديدات عما أقسمه على نفسه ورجاله أن تصبح مصر «أد الدنيا»، فانطلق بقطار الأمل والهمة والعزيمة يحطم كل مستحيل ويجهض أى  عقبات فى سبيل نهضة مصر.. فاستحق أن يكون رجلًا لهذا الزمان.. فحقيقة لا يستطيع أن ينكرها الأجاحد أو كاره أو فاقد لوطنيته ومصريته.. وهى أن الرئيس «السيسى» استطاع وبكل جدارة واستحقاق أن يصبح رجلًا لهذا الزمن نعم يا سادة.. الرئيس السيسى تخطى كل الألقاب والتقديرات والتوقعات لكونه رجلًا لهذا الوطن وتلك المرحلة العصيبة التى تمر بها الحبيبة مصر.. فإذا كان الرئيس جمال عبدالناصر استطاع أن يكون «زعيمًا للأمة العربية».. والسادات «رجلًا للحرب والسلام»... فإن التاريخ سيسجل للسيسى أنه استطاع أن يصبح للأمة المصرية والوطن العربى رئيسًا وزعيمًا وحكيمًا أيضًا... فحكمة السيسى استطاعت أن تنجو بمصر من عبودية الجماعة ودكتاتورية الخلافة..

يا سادة.. لولا حكمة السيسى لظل الإخوان المجرمون يحكموننا سنوات وعقودًا طويلة لا يعلم مداها إلا الله وحده.. ولا نعلم الثمن الذى كانت ستدفعه مصر من تاريخها وأمجادها وعروبتها.. ولا نعلم أيضًا ماذا كان سيحدث لباقى الدول العربية التى لم تصبها «لعنة ثورات الربيع العربى»، فأطماع أمريكا والغرب فى الدول العربية لا تنتهى ولن تنتهى طالما أن هناك دولة تدعى «إسرائيل» تسعى تلك الدول للحفاظ عليها وعلى أمنها حتى ولو على حساب أمننا وسلامنا نحن الدول العربية..

همسة طائرة.. تحية خالصة للرئيس السيسى على مواقفه النبيلة وحكمته فى إدارة شئون وطنه بحكمة لا يتمتع بها إلا من «رضى ربه.. فرضى عنه».. وتحية لرجل الحرب والسلام الشهيد السادات ضحية الإرهاب والخسة.. وتحية إجلال وتعظيم لكل أبنائنا فى القوات المسلحة  من أصغر جندى لأكبر قيادة فى أعياد مجدهم ونصرهم على أعداء الوطن.. تحية لشهدائنا الذين سالت دماؤهم العطرة على تراب مصر من أجل أهل مصر.. تحية لأبناء الصمت.. تحية للجيش المصرى.