عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أتفق تمامًا مع الناقد الفنى الجميل « نادر عدلى » فى تأييده لقيام الفنان « محمود ياسين « وأيضًا الفنان  «حسين فهمى « لدورهما فى فيلم « انتبهوا أيها السادة « بعد اعتذار « عادل إمام « و « سعيد صالح « عن القيام بالدورين، مما منح الفيلم ذلك الثقل الاجتماعى للمضمون العام للعمل الذى تم اختياره ضمن أفضل مائة فيلم مصري، وبالفعل فإن المبالغة فى الأداء الكوميدى كان من شأنها الابتعاد عن التعبير عن حالة التردى الحضارى والثقافى والاجتماعى التى أصابت المجتمع عقب نكسة 1967 ووصولًا لتطبيقات الانفتاح الاقتصادى الساداتى الاستهلاكى المشجع والمعضد لكل حرامى وفاسد!!..

  و الفيلم تدور أحداثه حول قصة «عنتر» الذى يعمل «زبال» ويتقدم لخطبة إحدى الفتيات ظن أنها تعمل خادمة فى البيت الذى يجمع منه يوميًا القمامة، ويفاجأ أنها ابنة صاحب المنزل ، وشقيقها دكتور فى الجامعة، وبعد رفضه يحاول الانتقام على طريقته، خاصة وأنه يحقق من وراء جمع القمامة ثروة طائلة، تمكنه من شراء شقة فى أرقى الأماكن، فى حين لا يستطيع الدكتور الذى يعمل فى الجامعة، الزواج ممن يحب، فى ظل ارتفاع الأسعار وتدنى أجره..

وقد قدم العمل بنجاح مجموعة المفارقات والتباينات فى تركيبة الشخصيات وما أصابها من تحولات ومتغيرات متسارعة شملت المجتمع، وأكد عليها بنوعية الملابس وشكل وحجم التعاملات الإنسانية مع المجتمعات المحيطة وما يحدث من طفرات سلبية فى مجال إهدار القيم الإنسانية الرفيعة ، فتصدرت الميديا والأفراح وبرامج « ما يطلبه المستمعون «  أغانى على شاكلة « كله على كله « و « سلامتها أم حسن « و « الطشت قال لى « و « العتبة جزاز « و « كوز المحبة اتخرم « وأفلام المعلم رضا ومغامرات فؤاد المهندس وغيرها، والتى تبنى جميعها لغة جديدة بمفردات غريبة فرضت نفسها على الشارع، وعلى كل وسائط الميديا المتاحة فى تلك الفترة ومنها الصحافة بكل نوعيات إصداراتها المختلفة للأسف !! 

ولكن ، وسط حصاد ذلك الهزل المرير ، كانت هناك محاولات إيجابية وطنية مهمة لإنقاذ المجتمع المصرى من تبعات ذلك المد السلبى الهادم لأسس ثقافية وحضارية مصرية ، والتى من أبرزها « اللغة العربية «، فكان  برنامج « لغتنا الجميلة « ، الذى قدَّمه الإذاعى فاروق شوشة ـ خريج كلية دار العلوم ـ منذ أول سبتمبر عام 1967 ، وتضمن وسائل وأطرا متعدِّدة للتطوير اللغوى وتنمية وعى المستمع و القارئ المصرى ، فكانت مادَّته تضمُّ: نفحات من بلاغة القرآن، وتحقيقات لغوية فى لغة العصر وعلاقتها باللُّغة العربيَّة العامَّة، إضافة إلى ما أقرَّه مجمع اللُّغة العربيَّة، ولمحات جمالية فى بعض العناصر البديعية فى اللُّغة، وكنوز من النصوص القديمة والحديثة، فضلاً عن بعض الطرائف والـمُلَح اللغوية.

  وللمقال تتمة...

[email protected]