رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

سعدت جدًا بقرار وزارة النقل بفرض رسوم على الحمولات غير الشخصية بالسكك الحديدية، وأطالب بفرضها على جميع وسائل النقل، المترو، الترام، أتوبيسات النقل العام، وتخصيص عربات بعينها للركاب الذين يحملون بضائع معهم.

قبل فترة كتبت هنا ونبهت إلى قيام البعض بنقل بضائع فى وسائل المواصلات، أجوله وكراتين ومشنات خضار وغيرها من البضائع، وأشرت إلى قيام هؤلاء بوضع هذه البضائع فى مدخل العربات وهو ما يعيق الحركة ويشغل مساحة كبيرة كان من الممكن أن تستوعب عددًا لا بأس به من الركاب.

فى المرات القليلة التى ركبت فيها مترو الأنفاق لفت انتباهى ركوب البعض بحمولات كبيرة وثقيلة، خاصة فى خط العتبة، دخول البعض إلى العربات وهم يحملون كراتين وأجوله ويضعونها على الأرض لنقلها من مكان إلى آخر، وتساءلت يومها: كيف دخل هذا الراكب بهذه البضائع، ومن الذى سمح له بتمريرها من البوابات، وهل سدد عنها رسومًا؟ وقبل أن أغادر العربة ملت على أحدهم واستفسرت منه، اتضح أنه يعمل بأحد المحلات فى العتبة، ومكلف بنقل البضاعة إلى أحد التجار على الخط، وأكد لى أنه لم يسدد عنها رسومًا أو حتى تذكرة.

خلال عودتى من الإسكندرية إلى القاهرة، أستقل دائمًا قطار الثامنة صباحًا من محطة سيدى جابر، وهى محطة شبه مغلقة وسيئة التهوية، قبل وصول قطار القاهرة تصل عدة قطارات متجهة إلى الضواحي، ينزل منها بعض السيدات والرجال بمشنات ضخمة (مفردها: مشنة، وهى وعاء من الخوص) وبؤج يحملون بها خضراوات، وطشوت (جمع طشت، وتقال: طست) بها جبن قريش وقديمة وبيض، ينزلون من قطار على أحد الأرصفة وينقلون البضاعة إلى رصيف آخر عبر القضبان، تستغرق عملية النقل حوالى 10 دقائق، ربما أقل، بعد دقائق أخرى يصل قطار آخر، يضعون فيه البضاعة ويتجهون إلى حيث تقام الأسواق أو يسهل لهم بيع هذه البضاعة، هذه الواقعة تتكرر يوميًا فى محطة سيدى جابر ما بين الساعة السابعة والثامنة صباحًا.

صحيح أن هؤلاء السيدات معيلات، وأن المكسب من بيع هذه البضائع بالكاد يكفيهن وأولادهن، وصحيح أن فرض رسوم نقل على هذه البضائع سوف يقلل من أرباحهن، لكن من غير المنطقى قبول هذه المشاهد فى المترو أو القطار أو أية وسيلة نقل عام، فهو مشهد غير حضارى بالمرة، والمفترض أن تخصص السكك الحديدية عربات لهؤلاء الركاب ببضاعتهم، يسددون رسومًا ولو قيمة تذكرة مماثلة لتذكرت على البضاعة، وقد ذكرت هذه المشاهد أكثر من مرة وطالبت وزارة النقل بالعمل على الحد منها وبفرض رسوم عليها، وها هى وزارة النقل تعمل على فرض رسوم حسب الوزن والمسافة فى السكك الحديدية، والمفترض أن تعمم هذا القرار على سائر وسائل النقل، وإن كنت أرى منع هذه الظاهرة تمامًا من المترو والترام وأتوبيسات النقل العام لأنها ظاهرة غير حضارية بالمرة.

[email protected]