رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى عدد يناير 1955 بمجلتنا آخر ساعة أى منذ أكثر من نصف قرن استوقفنى خبر وتحقيق صحفى حول اهتمامات قديمة جديدة..

أما الخبر فكان تحت عنوان: «تمثال رمسيس فى باب الحديد، ويقول المحرر « .. تدور أبحاث فى الوقت الحاضر حول المكان الذى سيقع عليه الاختيار من ميدان محطة القاهرة لإقامته فيها.. وقد استقر الرأى على تحديد هذا المكان أمام محطة كوبرى الليمون.. وكانت النية قد اتجهت لإقامة التمثال فوق قاعدة ارتفاعها سبعة أمتار، ثم رئى أن تكون هذه القاعدة على ارتفاع لا يزيد على متر والنصف ...»

وندرك من تفاصيل التحقيق أنه قد استقر الرأى أيضًا على بناء حائط خلف التمثال .. فقد تبين أن محطة كوبرى الليمون مبنية على الطراز العربى الذى لا ينسجم مع مظهر التمثال الفرعونى القديم .

 ومعلوم أنه قد دار بحث بشأن هدم هذه المحطة وإعادة بنائها على طراز فرعونى ثم اختفى القرار بعد أن تقرر بناء هذا الحائط.. وبعد أن فرغ من إعداد الماكيت الخاص بالمنطقة التى سيقام فيها التمثال، تقرر أن تنشأ أمامه بركة ماء مستطيلة.. هذا وتقدمت 3 شركات أجنبية إلى المناقصة التى طرحتها  وزارة البلديات لنقل التمثال وتثبيته فى مكانه الجديد!!

أما التحقيق فكان تحت عنوان 14 فنانًا مصريًا يفشلون فى صنع تمثال لميدان التحرير .. التحقيق منشور على صفحتين من القطع الكبير مزود بصورة فوتوغرافية لقاعدة التمثال التى كانت توجد حتى زمن قريب فى ميدان التحرير وأيضًا مجموعة من التصميمات المقترحة للتمثال لعدد من الفنانين المصريين البارزين فى ذلك الحين .. وأشار التحقيق إلى أنه كان المطلوب إعداد تصميم لتمثال يمثل معنى الحرية لوضعه فوق القاعدة التى تتوسط ميدان التحرير فى قلب القاهرة.. وأنه لم ينجح 14 فنانا فى تصميم تمثال يصلح للتعبير عن ذلك المعنى ويليق بهذا المكان الرائع وأن اللجنة أعربت عن أسفها لأنها وجدت المستوى الفنى للمثالين غير لائق.. وأنهم أكدوا ذلك عند استقبال قائد الجناح عبداللطيف البغدادى.. ويؤكد المحرر أن البغدادى الذى غير وجه القاهرة فى عدة أسابيع يرفض أن ينهزم أمام فشل هؤلاء المثالين، وعليه فقد منحهم فرصة أخرى ولا يستعان بفنانين عالميين.. وينتهى التحقيق بعد استعراض وجهة نظر الفنانين المشاركين ووجهة نظر اللجنة فى كل عمل باقتراح تشكيل لجنة من المفكرين والكتاب والفنانين للبحث عن الفكرة المنشودة للتعبير عن معنى الحرية لتقريب وجهة النظر المثلى للمبدعين ثم تقام بعد ذلك المسابقة حول تنفيذ هذه الفكرة.

وإذ أعتذر للقارئ عن الإطالة فى العرض إلا أنه قد يشاركنى الرأى فى طرح التالى:

فى قضية نقل تمثال رمسيس فى المرتين ورغم أنه فى المرة الثانية ظل قرار النقل مؤجلاً 10 سنوات إلا أنه تم فى النهاية وفق قرار حكومى.. ولم ينشغل أصحاب القرار بأهمية النقل من عدمه بقدر الانشغال بقضية الانتقال الآمن .

التفاصيل كثيرة وقد يكون من المناسب طرح بعضها فى مقال قادم، ولكن ما ينبغى أن نحمد الله عليه هو ما تم إنجازه فى ميدان التحرير بتوفيق وامتياز.