عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى آخر شهر أغسطس وبشائره الحلوة عن الفيضان لخير مصر والسودان شاهدنا على شاشات التليفزيون أفراح جنوب السودان وشماله بحلول السلام فى جميع ربوع السودان بعد توقيع حكومة السودان والحركات المسلحة ضدها على اتفاق السلام فى جوبا عاصمة الجنوب لتنهى بذلك النزاعات المسلحة والحروب الاهلية منذ عشرات السنين، حيث يتم تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامى الذى سيعاد تنظيمه ليكون ممثلًا لجميع مكونات الشعب السودانى مع منح الحكم الذاتى لمنطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان وعلى أن تقسم موارد المنطقتين بنسبة ٦٠٪ للسلطة الفيدرالية و٤٠٪، للسلطات المحلية ومنح ٢٥٪ من مقاعد مجلس الوزراء ومثلها فى المجلس التشريعى و٣ فى المجلس السيادى والجبهة الثورية بما يحقق العدالة فى توزيع السلطة فى ربوع السودان الذى استقبل الاتفاق بالتصفيق والزغاريد مع مشهد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح الرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك ورئيس جنوب السودان سلفاكير والأغانى الوطنية للفنانين السودانيين فى القاعة.

مبروك للسودان مرتين.. مرة للتوافق بين الحكومة والحركات المسلحة التى زعزعت الأمن فى السودان ثم اختارت السلام الذى يصبو إليه شعب السودان الشقيق.. ومرة ثانية للخبر السعيد الثانى وهو عودة افتتاح وعمل فرع جامعة القاهرة بالخرطوم والذى عملنا به مدة عشر سنوات من ١٩٦٣ حتى ١٩٧٣ وكانت سنوات سعيدة للتوافق المصرى السودانى وتدعيم العلاقات الشعبية للبلدين، حيث كان الفرع يقبل الطلاب السودانيين من جميع الفئات حتى إن كلية الحقوق كانت تضم بين طلابها ضباط الجيش والشرطة وأعضاء مجلس الشعب السودانى فى وحدة عظيمة لا ننسى ثمارها فى تدعيم وحدة الشعبين المصرى والسودانى وحبهما المتبادل وثقة مجلس السيادة السودانى والقضاء فى الأساتذة المصريين الذين كانوا يلجأون إليهم للمشورة فى كل الشئون كما أسلفنا فى الكثير من مقالاتنا السابقة عن العشر سنوات التى عشنا فيها مع الأحبة السودانيين والمحبة المتبادلة بين الأسرة المصرية والأسرة السودانية الذى حدث فى السودان يجعلنا نتطلع إلى ليبيا وندعو الله سبحانه وتعالى أن يسودها السلام الذى عكرته تدخلات تركيا وميليشياتها المسلحة وأن يهدى حكومة طرابلس وسائر ربع ليبيا وجيشها الوطنى إلى طريق السلام الذى احتفلنا به فى السودان.. إنه الله سميع مجيب الدعاء.