رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فاجأ إيلون ماسك أشهر رجال الأعمال المبدعين عالميًا وصاحب شركة تسلا الأمريكية للسيارات الكهربائية- فاجأ العالم كله مطلع هذا الأسبوع بالإعلان عن شريحة إلكترونية مساحتها 8 ملم تزرع بالدماغ البشرى وتحل مشكلات البصر والسمع وأنواع الشلل وأمراض وأوجاع أخرى كثيرة.. ايلون ماسك هو أيضًا صاحب شركة سبيس إكس المتخصصة فى صناعة صواريخ الفضاء التى تحمل المركبات الفضائية للفضاء الخارجى بكواكبه ومجراته.. ماسك هذا مغرم بالاكتشاف والبحث ومؤمن بأن العلم والعلم وحده قادر على حل مشاكل الإنسان والانتقال به إلى أزمنة متقدمة جدًا فى سنوات محدودة جدًا.. بنهاية هذا العام وعد ايلون ماسك بأن يتم البدء فعليًا فى التجارب البشرية على الشريحة..

حكى الدكتور أحمد زويل- المصرى العظيم حامل نوبل- أنه عندما انتقل إلى جامعة كالتك فى الولايات المتحدة لاحظ أن البحث العلمى يتسابق رجال الأعمال الأمريكيون على تمويل مشروعاته، وأن كبار الأساتذة والباحثين لا يحتاجون للترويج لأبحاثهم لأن رجال الأعمال يتنافسون لتمويل أبحاثهم الكثيرة والتى تغير الحياة فى أمريكا والعالم كل يوم.. هذا حدث ويحدث فى أمريكا فى الوقت الذى لا هم لمعظم رجال الأعمال فى بلادنا إلا التهرب من أى مسئولية اجتماعية والانغماس فى حياة أبعد ما تكون عن عقلية رجال الأعمال المطورين والمبدعين.. حتى على المستوى الاجتماعى نجد فضائحهم وفضائح ابنائهم هى أكثر ما يصلنا كمجتمع من أخبار عن أسماء كبيره آخرها جريمة الفيرمونت..

البيئة العلمية السليمة والقوية هى جزء من بيئة أكبر اجتماعية واقتصادية وسياسية، وهذا ما سيجعل بيئة البحث العلمى فى مصر ولسنوات قادمة بيئة خاملة، ومعظم الباحثين والأكاديميين فى مصر أصابهم نوع من التكلس العلمى والخمول البحثى.. كثيرون أصبحوا مرضى بتضخم حساباتهم المالية والعقارية على حساب فقرهم العلمى والأكاديمى.. حتى الإعلام الذى ينقل ويتابع مريض بنفس العته الفكرى.

شاهدت على قناة DMC وببرنامجها اليومى الرئيسى حلقة جميلة مع الخبير الرائع المهندس شريف اسكندر خبير تكنولوجيا المعلومات عن تفاصيل اختراع إحدى شركات رائد الأعمال «إيلون ماسك» للشريحة الدماغية الجديدة.. لم يفسد الحوار إلا إصرار المذيعة على دفع الضيف أن يسلم معها بأن هذا الكشف العلمى الخطير ليس كله خيرًا وأكيد خلفه مؤامرة وشرور كثيرة.. المذيعه نفسها ضحية بيئة عامة فاشلة وعاجزة ومدمنة للمظلوميات التاريخية..

ومن لندن جاءنى صوت شابة رائعة تكبر وتنتشى بالعلم والعلماء فى بيئة أكثر روعة.. فتاة مصرية عمرها لم يتجاوز 21 سنة اسمها «نغم نادى كامل دوس» درست بيولوجى بإحدى الجامعات البريطانية والآن فى مرحلة الدكتوراه- ووالدها صديق عزيز يدير واحدة من أنجح المؤسسات الأهلية العاملة بمجالات التنمية المختلفة.. وعلى موقع «نغم دوس» الخاص على الإنترنت تسجيل لحلقات صوتية فقط عن خواطرها العلمية، وأذهلنى قدرتها الفذة على التحدث بعربية طليقة وسليمة سواء فصحى أو عامية، فى حين يعجز كثير من طلبة الجامعات المصرية- بالذات خريجى ثانوى انترناشيونال- عن التحدث أو الكتابة بلغتهم الأم.. أذهلنى ربطها الرائع بين العلم والفلسفة.. ومن قبل مؤتمر ايلون ماسك الذى كشف فيه عن شريحة الدماغ البشرى تحدثت «نغم دوس» فى حلقة من حلقاتها عن ايلون ماسك وشخصيته وفكره وفهمه للبيزنس وإدراكه لرسالته تجاه المجتمع البشرى كله وليس أمريكا فقط.

.. نغم دوس نموذج رائع لفتاة مصرية قد يكون لها شأن كبير فى دنيا العلوم والبحث العلمى يومًا ما- خاصة أنها تدرس مجال حيوى جدًا متعلم متعلق بالجيناتيك.. الفارق بين «نغم دوس» فى لندن وأى فتاة مصرية فى عمرها تدرس وتعيش فى مصر ليس فارقًا فى الذكاء ولكن فى البيئة والتنشئة الأولى والموقف من الحياة والمجتمع الكبير المحيط بهذه وبتلك.. فارق فى المؤسسات التعليمية وفى القدوة وفى معنى المسئولية العلمية والاجتماعية.. العلم ياسادة شئنا أم أبينا بقدر ما غير فى حياة البشر خلال 200 سنة مضت، فإن ما سيحدث من تغيير بفضله فيما تبقى من هذا القرن سيجعل حياتنا اليوم أشبه بعصور وسطى (علما) مقارنة بالقادم.. فكروا وابحثوا وهذبوا العقول والضمائر تصحوا إن شاء الله.