رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

فى ميثاق منظمة الأمم المتحدة الصادر عام ١٩٤٥ ما يشير إلى أن لمجلس الأمن فيها مهمة دولية محددة، هى حفظ الأمن والسلم الدوليين!

والمجلس يستطيع أن يفعل ذلك بالفعل إذا أراد، وهو لن يريد إلا إذا كانت القيم الإنسانية المجردة هى التى تحكمه، وإلا إذا كانت هى التى توجه عمله من أجل صالح الإنسان على وجه الكوكب، أيًا كان مكانه الذى يقيم فيه، وأيًا كانت جنسيته التى يحملها!

يستطيع أن يفعل ذلك بالفعل على مستويين: مستوى سياسى من خلال أعضائه الخمسة الدائمين، ومستوى آخر عملى من خلال الباب السابع فى الميثاق، الذى يعطى المنظمة حق استخدام القوة لوقف ما تراه مهددًا للسلم والأمن الدوليين!

ولكن ما جرى فى المجلس مساء الجمعة الماضية يقول إن السياسة هى التى تحركه، وأن القيم الإنسانية المجردة مثل الحق، والعدل، والرحمة، وغيرها وغيرها، لا وجود لها فى قائمة أولوياته، ولا فى أجندة أعماله التى توضع أمام أعضائه فى كل جلسة!

فالقضية التى كانت مطروحة على جدول أعمال جلسة الجمعة، هى النظر فى دعوة أمريكية إلى تمديد حظر السلاح على إيران، وكان الهدف من وراء الدعوة ومن وراء التمديد بالتالى، هو الحد من السلوك المدمر الذى تنتهجه طهران فى المنطقة!

فلا يخفى على أحد أن التخريب الجارى فى اليمن تقف وراءه ايران، بدعمها الذى لا تداريه لجماعة الحوثى.. ولا يخفى على أحد أيضًا أن حزب الله الذى تموله طهران فى لبنان، إذا لم يكن هو الذى قام بتفجير ميناء بيروت فى الرابع من هذا الشهر، فهو سبب رئيسى من الأسباب التى هيأت الأجواء للتفجير!

ولكن ضحايا ما جرى فى الميناء، بين قتلى بالعشرات، ومصابين بالآلاف، ومشردين بمئات الآلاف، لم يكونوا على بال الأعضاء الخمسة عندما جلسوا ينظرون فى تمديد حظر السلاح، فقرأنا أن الصين رفضت التمديد ومعها روسيا التى رفضته كذلك!.. أما فرنسا فقد تحفظت على الطلب الأمريكى، ولم نعرف ما هو بالضبط موقف بريطانيا، ولكن ما نعرفه أن المجلس فشل فى تمديد الحظر.. وكانت النتيجة أن ضحايا تفجير ميناء بيروت سقطوا من قائمة اهتماماته، لا لشيء، إلا لأن القيم الإنسانية غابت عن اجتماعه، بينما حضرت السياسة بحساباتها ومواءماتها التى لا مكان للإنسان فيها من حيث هو انسان!