رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما حدث فى الأيام الأخيرة الماضية بلبنان الشقيقة، لأمر محير للغاية سواء من حيث التفجير الضخم الذى هز أركان لبنان، أم من حيث التظاهرات التى لا أول لها ولا آخر.

التفجيرات التى حدثت مؤخرًا فى لبنان لا تخرج – فى تقديري–عن أحد فرضين: فإما أن تكون هذه المتفجرات تتبع حزب الله، وإما أنها تتبع الميليشيات التى جهزتها تركيا بالتعاون مع قطر للدخول فى سوريا أم فى لبنان أم فى ليبيا. فهذه القوة التدميرية التى هزّت أركان بيروت كلها، دليل قاطع على أن من يقف وراء تلك التفجيرات ليست مجرد مجموعة من المجموعات الإرهابية أو المرتزقة المنتشرة هنا أو هناك.

شعب لبنان منذ عدة شهور وربما سنوات، يدور فى دائرة لا تنتهى من الاضطرابات الشعبية ضد الحكام، حتى وصل الحال بهم هذه الايام إلى أن يطالب بعضهم بعودة الاستعمار الفرنسى لحكم البلاد، فلهذا الحد وصل الضيق بالشعب اللبنانى ممن يتولى مقاليد الحكم. لقد ضاق صدر الشعب اللبنانى من الحكام الفاسدين، وهو الان يطالب إما بتغيير شامل وكامل للحكم ونظام الحكم، وإما بإعادة سيطرة الاستعمار الفرنسى على بلده، فقد ضاق صدره بالنخبة الحاكمة لحد أنه لا يطيق حكام بلاده مهما كانت مآربهم ومشاربهم.

الاحداث المؤسفة التى وقعت فى لبنان الايام الاخيرة لن تخفف من آثارها استقالت الوزارة يوم الاثنين الماضى، فاستقالة الوزارة لن تغير إطلاقا من وجهة نظر اللبنانيين فى المطالبة بالإصلاح الجذرى لنظام الحكم، فإنهم يطمعون فى تغيير كامل وشامل للحكم. فقد وصل اليأس بالشعب اللبنانى من النخب الحاكمة أن البعض منهم يفضل عودة الاستعمار مرة اخرى على تلك النخب أيا كانت مآربها وانتماءاتها، فهم فى الحقيقة فى حيرة من امرهم–كما سبق القول–وقد ضاق صدرهم من تلك النخب.

أنا لا أتصور أن التغيير الوزارى المرتقب سيؤدى إلى تهدئة الأوضاع هناك، فلابد أن يعلن الحكام على الملء الاسباب الحقيقية وراء المتفجرات التى دمرت جزءًا كبيرًا من بيروت، ومن كان على علم بهذه المتفجرات، ومن يقف وراء تخزينها فى هذه المنطقة الحيوية، ومن سكت عليها، وغيرها من الاسئلة الكثيرة التى تحير الشعب اللبنانى، فهو الآن يريد معرفة كل شيء، وإن مجرد تغيير الحكومة أو حتى تغيير البرلمان، كل هذا لن يأتى بثمار طيبة مع الشعب اللبنانى، فهو لن يهدأ إلا بمعرفة الحقيقة كاملة.

أنا لا أعتقد أن الانفجار الذى حدث فى بيروت الاسبوع الماضى كان وليد الصدفة–أو انه كان مجرد حادث عرضي–انما هو تفجير تم تدبيره والتخطيط له بهدف تخريب البلاد. فمن المعروف ان الشعب اللبنانى ينقسم طوائف عدة، منها الضروس، والارمن، والمسيحيون، والمسلمون السنة، والمسلمون الشيعة، وكل هذه الطوائف وغيرها الكثير لها أطماع ومآرب فى السيطرة على حكم البلاد، وقد يكون أى من تلك الطوائف يقف وراء تلك التفجيرات التى شهدتها بيروت من أجل تحقيق اهدافهم فى السيطرة على الحكم.

نعود ونقول.. إن ما حدث فى لبنان من تفجيرات هو أمر محير للغاية، وفى تقديري–أن هذه الاحداث يقف من ورائها أغراب بقصد إثارة الشعب اللبنانى، فمن المعروف أن الشعب اللبنانى شعب ثائر بطبعه، وهو لن يهدأ له بال إلا إذا حقق كل أهدافه. كان الله فى عون شعب لبنان، وحفظ الله مصر من كيد الأغراب الذين يتربصون بنا.

وتحيا مصر.