عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى أكتوبر الماضى جرى منح آبى أحمد، رئيس وزراء إثيوبيا، جائزة نوبل للسلام، وقد بدا الأمر فى حينه غريبًا للغاية، وأكاد أقول إنه بدا مريبًا! 

وكانت الغرابة فى أن السبب الذى قيل إنه وراء منح الجائزة له لم يكن منطقيًا ولا كان وجيهًا، وإلا، فما معنى أن يقال إن قراره فتح الحدود بين إثيوبيا وبين إريتريا وإعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها، بعد سنوات من إغلاق الحدود وقطع العلاقات، كان وراء ذهاب الجائزة إليه بالذات ؟! 

إن فى العالم رؤساء حكومات كثيرين فعلوا ما فعله رئيس الوزراء الإثيوبى، على مستوى العلاقات والحدود بين بلادهم وبين البلاد المجاورة، ومع ذلك فلم نسمع عن أن هذه الجائزة الرفيعة قد ذهبت إليهم.. إلا آبى أحمد الذى يمثل حالة لافتة حقًا! 

وهذا موضوع مثير للحيرة ويمكن أن يقال فيه الكثير، ولكن التفتيش فى نوايا هيئة الجائزة فيه لن يفيد فى شيء فى الغالب، وعلينا بالتالى أن نتعامل مع الجانب الظاهر أمامنا فى الموضوع! 

والجانب الظاهر هو أن رئيس وزراء إثيوبيا حصل على الجائزة فى السلام، بما يعنى أنه إذا لم يكن قد أسس للسلام مع دول المنطقة والإقليم، فليس أقل من أن يظل يؤسس لذلك حتى تكون الجائزة إسمًا على مسمى، وحتى يبرهن هو على أنه أخذها عن جدارة واستحقاق! 

وهذا لم يحدث من جانبه فى ملف السد الإثيوبى على النيل الأزرق، بل حدث العكس تمامًا عندما بدأ يمارس نوعًا من التعنت غير المسبوق مع مصر والسودان فى قضية السد، وعندما ظهر أمام كل عين أن إثيوبيا تقول كلامًا فى جولات التفاوض مع القاهرة والخرطوم وهى لا تعنى ما تقوله أبدًا! 

ولا أعرف ما إذا كانت هذه ورقة من أوراق الضغط فى أيدينا أم لا؟!.. ولكن ما أعرفه أننا إذا استطعنا أن نضع حقيقة ما يمارسه معنا أمام هيئة الجائزة فى العاصمة السويدية استكهولم، فلا يجب أن نتردد لأننا فى مرحلة من مراحل التفاوض معه تبيح لنا استخدام كل أوراق الضغط الممكنة.. فمن قبل كانت الهيئة قد تعرضت لهجوم واسع فى إعلام العالم، لأنها منحت الجائزة لرئيسة وزراء ميانمار التى مارست ما مارسته فى حق مسلمى الروهينجا!.. صحيح أن الهيئة لم تسحب الجائزة من رئيسة الوزراء، ولكن الهجوم فى الإعلام كان عبئًا نفسيًا عليها، بما جعلها تخفف من ممارساتها الإجرامية فى حق مسلمى بلادها! 

شيء من الحديث من جانبنا مع هيئة الجائزة عن جائزة آبى أحمد، وكيف أن الذى حصل عليها فى السلام يهدد السلام نفسه فى إقليم بكامله، ربما يجعله يقلع عن الصلف الذى يتحلى به فى التفاوض، ويراجع أداءه ويرجع عما يظن أنه يمكن أن يرتكبه فى حقنا! 

ربما.. لأننا فى مرحلة تدعونا إلى استخدام كل أوراق الضغط الممكنة!