رؤى
رحم الله الدكتور محمد مشالى طبيب الغلابة، قضى حياته فى خدمة المرضى الفقراء، فتح قلبه وعيادته للغلابة يعالجهم بأجر رمزى أو بالمجان لغير القادرين، وبعد نصف قرن من الخير رحل فى هدوء وترك عيادته للمجهول، ربما يقف على بابها بعض الفقراء ممن لم يسمعوا بوفاته، وسيكتشفون إغلاق أبوابها، وسيعرفون حينها برحيله إلى خالقه الرحمن الرحيم.
د.مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء مشكورا نعى هو وأعضاء الحكومة الفقيد، وذكر مواقفه ونبله، وأطلق محافظا الغربية والبحيرة اسم الفقيد على بعض المنشآت تقديرا لدوره النبيل مع المرضى من الغلابة، وهذا بالطبع تفكير وجهد محمود، لكن الأهم من ذلك أن يظل الخير الذى كان يقوم به الفقيد مستمرا، فالحكومة مطالبة بأن تفكر فى بقاء عيادته مفتوحة للمرضى الفقراء، بأن تستمر فى استقبال هؤلاء المرضى كما كان يستقبلهم الدكتور مشالى بأجر رمزى أو بدون أجر لغير القادرين.
أن يفتح باب التطوع أمام أطباء مدينة طنطا للعمل فى العيادة بالتناوب بدون أجر خدمة للمرضى غير القادرين، وأن تساهم شركات الأدوية ببعض العينات لصرفها مجانا للمرضى المترددين على عيادة الفقيد دكتور مشالى، ففى ظنى هذا أفضل للفقيد رحمة الله عليه وللمرضى غير القادرين الذين فى أمس الحاجة للدكتور مشالى وأمثاله.
كما يجب أن تفكر الحكومة بشكل جاد فى غير القادرين حتى يتم تعميم مشروع التأمين الصحى على جميع المواطنين، ونقترح عليها أن تلزم جميع العيادات والمستشفيات الخاصة باستقبال 10% من المترددين عليها من الفقراء وغير القادرين بأجر رمزى أو بدون أجر.
ونقترح بأن تفرض هذه النسبة بقانون خدمة لغير القادرين الذين تقدر أعدادهم بالملايين، خاصة وأن روشتة الأطباء تتراوح بين 400 و ألف جنيه، والحكومة مطالبة أيضا بإغلاق العيادات والمستشفيات التى لا تلتزم بهذه النسبة ويصدون أهالينا غير القادرين.
الدكتور مشالى رحمة الله عليه يجب أن يقدم كقدوة للطلبة فى كليات الطب، وأن يتعلموا من سيرته الرحمة والرأفة بالمرضى غير القادرين، خاصة وأن هناك المئات من الأطباء ويحملون للأسف درجات عملية لا يتحلون بالرحمة ويتاجرون بالمرضى الفقراء قبل الأغنياء، ويستغلون للأسف وظائفهم فى المراكز والمستشفيات الحكومية للمتاجرة والتربح، مسيرة الدكتور مشالى يجب أن تبقى، وتحول إلى أسلوب عمل يلتزم به جميع الأطباء.