رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

فى كل خطوة يخطوها هذه الأيام فايز السراج، رئيس ما يسمى بحكومة الوفاق الوطنى فى العاصمة الليبية طرابلس، أتذكر على الفور ما قيل يومًا عن سلوك ملوك الطوائف فى الأندلس، التى قضى العرب فيها ثمانية قرون كاملة انتهت مع ختام القرن الخامس عشر!

أما لماذا أصف حكومته بأنها ما يسمى بكذا، فلأن هذا هو اسمها فى الحقيقة منذ البداية، وقد كانت هذه البداية عندما تشكلت حكومة الرجل بناءً على اتفاق الصخيرات ٢٠١٥، الذى جرى توقيعه فى المغرب برعاية أمريكية آخر أيام باراك أوباما!

اسمها منذ اللحظة الأولى لتشكيلها هو حكومة الوفاق، وهذا اسم يعنى أن الحكومة التى تحمله قادرة على جمع الليبيين كلهم تحت مظلتها فتصبح اسمًا على مسمى، بدلًا من أن تكون هى حكومة العاصمة فقط فى الغرب الليبى دون باقى أنحاء البلاد!

وأما لماذا تجعلك بسلوك رئيسها تتذكر سلوك ملوك الطوائف، فلأن العبارة الأهم التى لا تفارق ذهنى عن ذلك السلوك، أن أصحابه من ملوك الأندلس فى تلك الأيام، كانوا يستعينون على بعضهم البعض بالأعداء.. وقد بقى هذا المسلك عارًا يطارد أصحابه إلى اليوم!

وهذا بالضبط ما يفعله فايز السراج ربما دون أن ينتبه إلى وجه الشبه بين ما يقوم به فى علاقته من اردوغان، وبين ما كان ملوك الطوائف يقومون به بين بعضهم البعض.. كان بعضهم يستعين على البعض الآخر بملوك الفرنجة الأوربيين الذين لم يكونوا بالتأكيد يضمرون خيرًا لأى فريق منهم!.. لا للفريق الذى استعان بهم، ولا للفريق الآخر الذى ساء حظه إلى هذا الحد!

وعندما زار السراج تركيا مساء السبت، متمسكًا بالتفاهمات الأمنية والعسكرية التى عقدها من قبل مع الرئيس التركى، كان يتصرف على الصورة التى تصرف بها ملوك الطوائف بالتمام.. فأردوغان لا يحمل خيرًا لأى عربى، بمن فى ذلك السراج نفسه، ولو اكتشف رئيس تركيا أن مصلحة بلاده تفرض عليه أن يتخلى عن السراج، فلن يتردد فى ذلك لحظة واحدة!

وإذا ما أطلق أى مرتزق ممن يرسلهم اردوغان رصاصة واحدة فوق الأراضى الليبية، فسوف يصيب بها مواطنًا ليبيًا بالضرورة!.. فمتى يرى السراج حقيقة الرئيس التركى عارية دون رتوش، ومتى يدرك أن اردوغان لا يرى فى ليبيا إلا ما سوف يغترفه من ثرواتها فى البر وفى البحر؟!