رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لن أنسى ما حييت تصريح مسؤول جامعى كبير الشأن فى الزمن المباركى ، وقوله : أن  جامعتنا تحشد كل طاقاتها فى إطار من الفكر الجمعى والعصف الذهنى « كلام كبير حدًا «، وظننت أن الحديث بشأن عمل علمى وتعليمى ضخم واتضح أن هذا الفكر، وذلك العصف بمناسبة الاستعداد لإقامة احتفالية جامعية دورية بتوجيهات رئيس الجامعة !!!

وكنت أتصور أن الفكر الجمعى والعصف الذهنى والاحتشاد العلمى التجريبى لمقاومة انتشار السرقات العلمية ومنع المؤلفات المنسوخة من على مواقع الإنترنت والتصدى لكشف أصحاب الدرجات العلمية المزورة أو التى يتم الحصول عليها بمقابل فى جامعات فى الخارج، وأيضًا لرفض تعيين أهل الثقة بعيدًا عن الاحتفاء بالكفاءات وتبنى أصحاب الجهود العلمية الخلاقة والمبدعين.. وصولاً لاكتشاف أن هناك حسابات لا نعلمها بعيدًا عن الشفافية وسنينها يتم بمقتضاها وضع أبحاث مهمة على الأرفف أو فى مخازن الهيئات قد يكون «لتسقيعها» حتى يأتى زمن يظهر فيه باحث نصاب ينسبها إلى نفسه، أو بسبب أن البحث يمكن أن يشكل مخاطر على مصالح تجارية للبعض!!!

وعليه ، تقفز إلى ذهنى هذه الأيام حكاية تنتمى طرافتها إلى نوعية الكوميديا السوداء كان قد قصها الكاتب الكبير مصطفى أمين ، والحكاية بدأت بدعوة تلقاها الكاتب من إحدى الهيئات فى دولة عربية فى الستينيات من القرن الماضى لحضور تجربة مهمة رأت تلك الهيئة أنها تريد أن يكون كتاب ومفكرو الأمة العربية هم أول الشهود على نجاح إنجاز علمى وتاريخى للهيئة.

وعند الوصول وارتداء المعاطف البيضاء لدخول ذلك الصرح البحثى الرائد جاء أستاذ بكلية العلوم متحدثًا عبر مكبر صوت فى أجواء شديدة الخصوصية والجدية التى تناسب الحدث وروعته، أعلن العبقرى أن التجربة ستبدأ وأنهم وضعوا فأر تجارب فى قفص على بُعد عشرة كيلومترات من موقع تواجدهم وأنه سيبدأ فى تلك اللحظة التاريخية توجيه سلاح سرى رهيب اسمه «أشعة الموت» نحو الفأر المسكين ليلقى حتفه فور وصول الأشعة، وأعلن بكل ثقة العلماء وشموخهم أن تلك الأشعة تفتك بكل ما تصادفها حتى البشر إلا من ارتدى ثوبًا أبيض وهذا سبب ارتدائنا المعاطف البيضاء..

وفى مشهد سينمائى دراماتيكى بدأت ماكينات ضخمة تزأر بصوت كالرعد لمدة خمس دقائق ثم توقفت لتبدأ رحلة شهود التجربة إلى ذلك الفأر المسكين للتأكد من مصرع الفأر.. وكانت المفاجأة أن وجدنا الفأر يتقافز مرحًا وسعادة فى قفصه.. وظل الأستاذ العبقرى يكرر التجربة مع تقريب المسافة بين الفأر وتلك الآلات العبقرية حتى وصل حد أن جاءوا بالقفص وألصقوه بالآلة الجبارة لكن الفأر اللعين كان يزداد فرحًا وانتعاشًا فى قلة ذوق متناهية..

ويقول كاتبنا الكبير إن هذا الاكتشاف الفضيحة تكلف ٦٣ ألف جنيه « ولنا أن نتصور قيمة هذا الرقم فى الستينيات».. وأن نصابًا استغل سذاجة وعبط بعض المسؤولين عن هذه الهيئة وأوهمهم أن هذا السلاح ممكن أن يبيد إسرائيل!!

وينهى الحكاية كاتبنا الكبير مداعبًا القراء أنه نسى أن يقول إن الفأر لم يكن يرتدى معطفًا أبيض!!

[email protected]