عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

التصريح الذى أطلقه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، خلال اتصاله مع رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، يقول إن القصة الشهيرة عن الحاخام والقروى والخنزير لا تزال حية، ولا تزال تعطى درسها القديم، ولا تزال تجدد الدرس لنا فى كل يوم! 

فما هى القصة.. وما هو التصريح؟! 

القصة التى يعرفها بعضنا بالتأكيد، أن قرويًا عاش مع خنزير فى بيت واحد لوقت طويل، وأنه مع مرور الوقت قد بدأ يضيق من وجود الخنزير معه فى نفس البيت، فلما بلغ ضيقه مداه ذهب يشكو إلى حاخام القرية ويطلب المساعدة والمشورة! 

وقد فكر الحاخام قليلًا ثم نصحه بأن يبيت هو والخنزير فى غرفة واحدة!.. ولم يفهم المسكين من النصيحة شيئًا، ولكنه استقبلها راضيًا وراح يأخذ بها دون اعتراض، على أساس أن صاحبها هو الحاخام، وأنه يفهم فى الموضوع أكثر بالضرورة! 

ولكن القروى ما كاد يأخذ بالنصيحة حتى انقلبت حياته إلى جحيم، ولم يعد يطيقها على الإطلاق، وقد كان يعيشها من قبل على مضض وقت أن كان الحيوان يبيت خارج الغرفة! 

وعاد يستغيث بالحاخام من جديد ويرجوه أن يجد له حلًا.. وكم كانت دهشته حين وجد أن الحاخام استقبل استغاثته بابتسامة خفيفة، ثم دعاه أن يعود إلى بيته، وأن يعيد الخنزير إلى ما كان عليه فى البداية، وأن ينتظر ليرى كيف سيكون الحال، وأن يرجع فى اليوم التالى ليخبره بإحساسه الجديد! 

وفى ساعة مبكرة من صباح اليوم التالى كان القروى المسكين يسارع إلى حاخام القرية، ويخبره بمدى الراحة التى وجدها فى ليلته، بمجرد أن فارق الخنزير غرفته وعاد إلى وضعه الذى كان عليه! 

كانت هذه هى القصة فى مجملها، وكان الدرس فيها أن القروى عاش أيامًا صعبة، ثم عاش أيامًا أصعب بالقياس على الأولى، فوجد فى الصعب راحته وسعادته ورضاه، لمجرد أنه عانى الأصعب ولم يقدر عليه، ولم يجد للحياة معنى فى وجوده! 

أما تصريح الرئيس عباس قبل أسبوع، فهو أنه يقبل بالعودة إلى مائدة التفاوض مع اسرائيل، إذا هى ألغت مخططها لضم أجزاء من الضفة تصل إلى ثلاثين فى المائة من مساحتها! 

ولا يختلف حال الرئيس الفلسطينى عن حال القروى مع الحاخام، فكلاهما.. عباس والقروى.. عاين الأسوأ فبدا السيئ شيئًا حسنًا أمام عينيه!