رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

استوقفنى قبل أيام أن سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، دعا خلال استقباله عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى فى موسكو، إلى حضور عربى فى سوريا! 

استوقفنى وأزعجنى أن يتخلف العرب عن الحضور فى عمق قضية، هى قضيتهم قبل أن تكون قضية روسيا نفسها، أو تكون قضية إيران، أو تكون قضية تركيا التى تعبث فى الشمال السورى والعراقى، كما لم تعبث من قبل فى حق دولتين عربيتين جارتين! 

وقد وصل العبث التركى فى الشمال السورى العربى، أن بائعًا فى حلب رفع لافتة قبل أيام تقول الآتى : لطفًا.. البيع بالليرة التركية حصريًا! 

وليس هناك من الإهانة فى حق بلد عريق فى عروبته مثل سوريا، أكثر من أن يأتى الغازى العثمانى إلى شمالها، فيقرر إلغاء عُملتها الوطنية، التى هى رمز من رموز ممارسة السيادة فى النهاية، ثم يجعل عُملته متداولة بين الناس فى مكانها! 

لا أتوقع طبعًا أن يكون إحلال الليرة التركية فى مكان الليرة السورية، هو الذى دعا الوزير الروسى إلى إطلاق دعوته محرضًا العرب على الحضور.. فمهما كان حرص الروس على الصالح السورى، فلن يكونوا أحرص عليه من العرب، ولا من السوريين أنفسهم بطبيعة الحال! 

والغالب أن مزاحمة الأتراك والإيرانيين للروس هناك، هى التى دعت لافروف إلى استعجال حضور العرب، ثم إلى استعجال عودة دمشق إلى مكانها الطبيعى داخل الأسرة العربية.. فلقد انعقد اجتماع مؤخرًا بين موسكو وأنقرة وطهران، فاتفقت العواصم الثلاث على رفض «عقوبات قيصر» التى فرضتها الإدارة الأمريكية على نظام بشار الأسد، واتفقت أيضًا على موقف موحد ضد الأكراد! 

وقد كان الصراع بين الثلاثة فى الأراضى السورية صراعًا على مناطق النفوذ فى الأساس.. ولا يزال.. وهو صراع يعود إلى سنوات مضت، ويبدو أن روسيا قد ضاقت بالوجود التركى الإيرانى على الملعب السورى الذى تريده لها وحدها، ففكرت فى أن حضور العرب سوف يكون على حساب تقليص نفوذ تركيا وايران فى سوريا، ولن يكون على حسابها هى فى كل الأحوال.. ويؤكد ذلك أن الأنباء الواردة من الشمال الشرقى السورى مؤخرًا، تشير إلى تمدد روسى فى مناطق نفوذ ايرانية، وتشير أيضًا إلى وقوع ما يشبه الاشتباكات بين فصائل تابعة لروسيا، وميلشيات تعمل لحساب ايران! 

عاش العرب حتى سمعوا الروس يعرضون عليهم أن يحضروا إلى سوريا وأن يسارعوا بالحضور، وأن تعود بعثاتهم الدبلوماسية إلى دمشق التى تقاتل وحدها.. فلا خذلها الله تعالى، ولا أشمت فيها الأعداء!