رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ما أكتبه فى مقالى هذا، بالطبع ليس غائباً عن القادة العسكريين المصريين، وإنما خوفى على أبنائنا من الضباط والجنود فى الجيش المصرى، هو الذى جعلنى أكتب هذه الكلمات.

بنظرة سريعة على جميع الحروب الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط، نجد أن جميعها حروب دائرة ما بين العصابات الإرهابية والمرتزقة بعضها وبعض، وإما بين الجيوش العربية دفاعاً عن أراضيها فى مواجهة تلك العصابات والمرتزقة، دون أن تكون هناك أية مواجهة عسكرية حقيقية بين جيشين، فالحرب الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط أقرب ما تكون لحرب العصابات منها إلى الحروب العسكرية النظامية. ومن هنا، كان خوفى على قواتنا المسلحة من أن تنغمس فى حروب من هذا النوع مع العصابات الإرهابية والمرتزقة فى داخل ليبيا.

الخوف كل الخوف أن تنغمس قواتنا المسلحة فى حرب عصابات لا نهاية لها فى مواجهة المرتزقة والإرهابيين، تماماً كما يحدث فى بعض الدول العربية الأخرى، فقد رأينا– منذ عشرات السنين– الحروب دائرة فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، فالحروب هناك ليست حروباً بالمعنى المعروف بين جيشين، إنما تدور بين مرتزقة وإرهابيين لا مقر أو مكان لهم، فغالباً ما يلجأون إلى سيارات نصف النقل تحمل مدافع متوسطة المدى وصواريخ موجهة، وهذه السيارات ليس لها مكان معين، ولكن تدور وتختبئ بحيث يصعب رصدها أو ملاحقتها والقضاء عليها.

الحروب المعروفة عالمياً هى حروب بين الجيوش النظامية، فهى حروب بين جيش نظامى فى مواجهة جيش نظامى آخر، بالمعدات الثقيلة والطائرات وأى عتاد حربى آخر كالصواريخ والمدافع والدبابات وغير ذلك من العتاد الحربى المعروف، فهناك جيش حقيقى فى مواجهة جيش آخر، تماماً كما حدث فى حرب أكتوبر 1973 بين قواتنا المسلحة والجيش الإسرائيلى، فكانت هناك معارك ومواجهات بين الجيشين، لكل منهما قواعده وأماكنه المعروفة، فهذه هى الحرب الحقيقية التى ينتصر أو ينهزم فيها طرف أمام آخر.

أما الحروب الدائرة الآن فى منطقتنا العربية، التى تدخلت فيها بعض الجيوش الغربية مثل الجيش الروسى فى سوريا والجيش الأمريكى أيضاً، ففى تقديرى أن الهدف من هذا التدخل هو الحصول على المكاسب المادية ليس إلا، وهو ما حدث بالنسبة للجيش الروسى الذى حصل لأول مرة على موقع مهم على البحر الأبيض وهو ميناء اللاذقية. ونفس الشىء بالنسبة للجيش الأمريكى الذى يسعى دائماً للسيطرة على بترول المنطقة العربية تماماً كما فعل فى العراق، فالتدخل الغربى فى المنطقة العربية دائماً ما يكون بهدف من ورائه تحقيق مكاسب مادية.

أما بالنسبة للجيش المصرى، فنحن نسعى لوأد الفتنة وتوحيد شعب ليبيا الشقيق، دون أن يكون لنا مطمعاً فى موقع أو ثروة، وبالتالى، فإن ما أخشاه أن تنغمس قواتنا المسلحة هناك فى حرب لا نهاية لها مع العصابات الإرهابية والمرتزقة، فهؤلاء المرتزقة والإرهابيون أناس مأجورون يحاربون من أجل المال، تماماً كما يحدث– منذ عشر سنوات– فى المواجهات الدائرة بين الجيش المصرى والجماعات الإرهابية فى شمال سيناء، هؤلاء المرتزقة الإرهابيين ليس لهم هدف أو عقيدة، ولكن نهمهم وطمعهم فى كسب المال يسوقهم إلى حرب لا حدود أو نهاية لها.

أعود فأقول.. إن مصر إذا ما دخلت فى تلك المعارك الدائرة فى داخل ليبيا لن تجد جيشاً بالمعنى المتعارف عليه بين الدول، ولكنها ستواجه مجموعات من المرتزقة المأجورين من دول عدة، فى حرب عصابات قد يطول أمدها ويروح ضحيتها العديد من أبناء قواتنا المسلحة.

حفظ الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والكارهين، وكان الله فى عون قادتنا فى هذه المحنة الكبرى.

وتحيا مصر.