رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

 

لاشك أن ثورة 30 يونيو جاءت استجابة طبيعية لإرادة الشعب المصرى العظيم، الذى رفض الخضوع لتهديدات جماعات التطرف والإرهاب. .. إن التحلى بروح ثورة 30 يونيو، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، من أهم المبادئ التى يجب التمسك بها فى الحرب على الإرهاب والتطرف وقوى الشر، ومواجهة تحديات إنسانية وصحية واقتصادية فرضتها تبعات جائحة « كورونا « العالمية اللعينة ..

ولاريب كذلك أن الاخلاق من عوامل نشوء وبقاء وتقدم الأمم، إنما بواقع الاحتكام الى هذا الركن الثقافى القيمى فى تعاملات الناس فيما بينهم، وإلا فان افراد المجتمع قد تحكمهم المصالح والنزعات والرغبات النفسية، فاذا كانت الأولوية لهذا الجانب، فان الصفات الاخلاقية مثل؛ الصدق والامانة والوفاء والإيثار والعطاء وغيرها، يفترض ان تدور فى مدارها، لا أن تكون هى المحور فى السلوك والتصرفات وفى مجمل حياة الانسان والمجتمع.

ولا شك أن الأمر قى هذا السياق يزداد أهمية فى أزمنة حلول الأزمات والنكبات .. فترويج الإشاعات الكاذبة وادعاءات البطولات المزيفة وكل فعل من شأنه المساس بحقوق المواطنة الكاملة وتهديد حالة السلام والأمن الاجتماعى يصل بنا إلى حالة فشل للدولة وتهديد لأمر جودة الحياة .

والغريب و المدهش أن كل تلك المفاهيم نعلمها وبشرت ودعت إليها الصحافة المصرية  منذ ما يقارب القرن من الزمان ..و أستأذن القارئ العزيز لعرض بعض سطور من الأعداد الأولى لجريدة « المؤيد « و هى من أول الإصدارات الصحفية المصرية التى عرفها الناس فى بلادى قى أول العقد الثالث من القرن الماضى .....

 جاء فى المقال الافتتاحى للجريدة : « لقد ظهر من الإحصاء عند جميع الأمم أن الجنايات آخذة دائمًا فى الازدياد رغمًا عن استعمال القسوة والتشديد فى الأحكام وأن جميع الاحتياطات القانونية لم تأت إلا بعكس ما قصد منها كأن العقاب لا يؤثر فيمن يقع عليه بل يكون بردًا وسلامًا عليه لأنه لا يلبث الشخص أن يعاقب بسبب فعل منكر حتى يأتى بغيره غير مبال ببطش القانون وسوء المنقلب .ولقد هال هذا الأمر جميع الأمم المتمدنة وأخذ فحول رجالها فى اعمال الفكر واجهاد القريحة لجلب الدواء الشافى ، والعلاج الوافى ، لاستئصال هذا الداء العضال المقوض لأركان السلم المبيد لدعائم الأمن .

فذهب بعضهم إلى أحسن طريقة هى إصلاح دائرة السجون بوضع كل مجرم فى حبس على حدته وعدم اختلاطه أبدًا بغيره، إذ من البديهى أن اجتماع جملة مجرمين فى محل واحد مع اختلافهم فى الأخلاق وتفاوت درجات آثامهم قد ينجم عنه أضرار فادحة فيصبح السجن بسبب المعاشرة مدرسة الفساد يخرج منه طالحًا من دخله صالحًا ويتكدر بذلك صفو الراحة العمومية ، والذى أرى أن أعظم ضامن وأكبر كفيل لبلوغ الطلب ونهاية الأرب هو تحسين السجون بهذه الكيفية مهما كانت القناطير المقنطرة التى تصرف فى سبيل ذلك ...»  ..وللمقال تتمة فى عدد قادم

 

[email protected]