رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

حقا الأيام دول ...فالأن دونالد ترامب نفسه في الوضع الذي شهده ميخائيل جورباتشوف سابقا؛فربما يصبح  ترامب الرئيس الذى يحمل سكين تقسيم تورتة الولايات المتحدة الأمريكية كما فعلها من قبل جورباتشوف فى الاتحاد السوفييتى؛فقد نكون على مشارف حرب أهلية فى اميركا لتصبح الحرب الاهلية الرابعة فى تاريخ الثقافة الأنجلو سكسونية ؛بداية من حرب"التمرد العظيم" (التي اصطدم فيها اللورد كرومويل ضد تشارلز الأول 1642-1651). و"حرب استقلال الولايات المتحدة" (1775-1783). و"الحرب الانفصالية" في الولايات المتحدة (1861-1865). وما نشهده اليوم يمكن أن يؤدي إلى حرب رابعة. وهذا ما يبدو أن وزير الدفاع السابق جيم ماتيس يفكر فيه، نتيجة لسياسات الرئيس ترامب المحرضة على الانقسام وليس التوحيد؛ وأذا كانت مشكلة الاتحاد السوفييتي مختلفة، لكن الوضع هو نفسه. ففشل جورباتشوف فى أدارة الأزمات أدى الى أنهيار الاتحاد السوفييتي؛ لذلك لن يكون من المفاجئ بسسبب سياسة الرئيس الأمريكي ترامب تفكك الولايات المتحدة؛

فتطورات المظاهرات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة تشير بسرعة نحو ترويج الأفكار التي يدافع عنها الحزب الديمقراطي؛ لتدق ناقوس الخطر؛ فلم يعد الأمر يتعلق بالنضال من أجل المساواة أمام القانون، أو الطعن في الأحكام المسبقة لبعض ضباط الشرطة، ولكن بإعادة فتح صراع ثقافي، مع ما يترتب عن ذلك من خطر نشوب حرب أهلية جديدة. وهى الفرصة التى وجدها المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن لانتقاد ممارسات الرئيس دونالد ترامب وأسلوب تعامله مع الاحتجاجات الغاضبة المناهضة لعنصرية الشرطة الأمريكية مؤكدا أن الأخير يستخدم الجيش الأمريكي ضد الشعب. وخاصة أن ترامب توعد بالزج بالآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء الاحتجاجات في العاصمة ومدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلدية والحكام استعادة السيطرة على الشوارع ورفضوا استدعاء الحرس الوطني.

 ويزيد الأمر سوءاً أن الاحتجاجات التي تجوب الغرب ضد العنصرية في الولايات المتحدة، تحجب تطور الصراع هناك. ولقد انتقل هذا الصراع من التشكيك ببقايا عبودية الزنوج، إلى صراع آخر كامل يمكن أن يعرض سلامة البلاد للخطر. فى ظل المشروع الإمبريالي (الحرب التي لا نهاية لها) الذي كان جورج دبليو بوش يرفعه، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001؛ الى جانب أنه خلال العقود الأخيرة، تنقل السكان كثيراً ليتجمعوا تبعاً لتجانسات ثقافية؛ وأصبح الزواج بين الأعراق نادراً مرة أخرى؛فاصبحت وحدة البلاد مهددة أذا أنضمت أقليات أخرى غير السود، إلى الاحتجاجات  ؛وهو مايحدث الأن ويتطور بسرعة ؛فلم يعد الصراع بين سود وبيض منذ أن أصبح البيض هم الأغلبية في بعض المظاهرات المناهضة للعنصرية، التي انضم إلى مواكبها اللاتينيون والآسيويون، والتي ينخرط فيها الآن الحزب الديمقراطي. ويساعد على ذلك أن دونالد ترامب مصر على مسار "الحلم الأمريكي"، أي ريادة الأعمال المتعارضة مع سلطة المال. ولما لا ..وقد انتخب بناءً على إعلانه شعار أمريكا أولاً!.

 والحركة التي بدأت بخبر هامشي عنصري (قيام شرطي أبيض بقتل رجل أسود يدعى جورج فلويد في مينيابوليس) وتواصلت حتى الآن لتدمير تماثيل الجنرالات الجنوبيين، لاسيما تمثال روبرت لي. بالطبع ارتكبت مثل هذه الأفعال في وقت سابق من عام 2017 ، لكنها الآن تكتسب زخماً مختلفاً، ويشارك فيها حكام من الحزب الديمقراطي. وفي الحقيقة إن المتظاهرين الحاليين الذي يُسقطون الرموز الجنوبية، هم لا يهاجمون بقايا نظام العبودية، لكنهم يشجبون الرؤية الجنوبية للاتحاد؛ بل لم تعد المسألة محاربة العنصرية، بل تدمير رموز وحدة البلاد. وفى النهاية  فأن الرئيس دونالد ترامب وضع نفسه في الوضع الذي شهده ميخائيل جورباتشوف في أواخر الثمانينيات؛ فأقتصاد بلاده - وليس النظام المالي- كان في تدهور حاد منذ عقود، لكن مواطنيه يرفضون الاعتراف بتلك النتائج. ولم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تعيش إلا من خلال تحديد أهداف جديدة؛ وهو أمر صعب فى ظل فترة الركود، والطبقات المتوسطة في طريقها للزوال.