رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

 

 

نهاية العالم، أن يموتَ كُل جميل، أن تصحوَ ذات صباحٍ ولا تجد صديقاً أقرَب من أخ، نهاية العالم أن تفقدَ إنساناً عزيزاً. نهاية العالم أن تُفارِقنا روح عزيزة ولا تعود أبداً... وهكذا أنت يا صديقى.

«إنا مش فى القاهرة، اهمد كفاية انك حتى لم ترسل رسالة فى العيد، وزعلان منك فعلا، الأحد نتكلم».. كانت آخر كلمات سطرها لى أخى وصديق عمرى محسن عادل قبل رحيله بأيام معاتباً عن تأخرى فى تهنئته بعيد الفطر المبارك، حتى فى عتابه كان رقيقا، نسى ما حدث فى جزء من الثانية ليعاود القول مرة نتكلم الأحد، ولم يأت الأحد.

عرفناك طيب القلب، عزيز النفس، مرفوع الرأس، تحليت بالأخلاق الحميدة، والشيم النبيلة، إنساناً بكل معنى الكلمة، خدوماً معطاء، لقد أحبك كل من عرفك، فكنت للجميع الأخ الحنون والصديق الوفى، كنت مثالا فى العمل والإخلاص، والتفانى فى مساعدة الآخرين، شغفه بمساعدة الغير جعله ملقباً بـ«الخادم» بين أصدقائه، لم تخف الشدائد ابتسامتك مهما كان الظرف.

الصغير قبل الكبير يبكيك «يا محسن»، لك فى قلوبنا مكان ولك معنا ذكريات لن تنسى، أبشر بالدرجات العلى فى الجنة، فلم ترد على الإساءة بمثلها، وإنما كنت تعفو عن مقدرة، أراد الجاهلون، ممن قدر لهم حمل قلم بالصدفة أن يوجهوه للنيل من نزاهتك وطاهرة يدك، لمصلحة من وجههم لذلك، ولكن كان دفاع السماء فى التو والحال، لتظل صفحات مسيرتك نقية، ناصعة البياض.

فى كل موقع توليته كنت أميناً، حققت فيه إنجازات، وحينما توليت المسئولية العامة، لم تتأخر لحظة فى تقديم الفكر، الذى انعكس بالإيجاب على مسرح الأحداث الاقتصادية.. نعم سطرت اسمك بحروف من ذهب، فى ملف البورصة، وما ساهمت به من إجراءات دفعت عجلة سوق المال إلى الأمام.

فى هيئة الاستثمار تركت بصمة فى سجل رؤساء هيئة الاستثمار، حيث ساهمت بفضل دورك الكبير فى الإجراءات والتسهيلات فى عمليات تأسيس الشركات لتسجل قفزات بمؤشر تأسيس الشركات، فى تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولى فى أكتوبر 2019 مسجلا تقدما 19 مركزا لتحتل المركز 90 بدلا من المركز 109 فى تقرير العام 2018.

نعم قدم كل ذلك من نجاحات رغم كل المؤامرات التى حاولت إيقافه، لكن لم يلتف وسار فى طريقه محققا نجاحا وراء الآخر، بفضل إخلاصه وحبه فى العمل، ليس من أجل مصلحته، وإنما من أجل الوطن.

يا سادة: إذا كان الجسد قد رحل فقد تبقى السيرة العطرة، وستظل خالدة فى وجدان الجميع الصغير والكبير.

 

[email protected]