رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عودة النص والكاتب إلى الدراما التليفزيونية أمر حتمى ولن يستقيم أى عمل درامى بأسماء ممثلين أو مخرجين فقط أو حتى بأسماء فنانات جميلات لديهن موهبة ضعيفة وجمال قوى استغله رجال من أصحاب المال أو الشهرة لأن ينتجوا لهن أعمالاً تسمى درامية ويفرضوهن على الشاشات ويجعلوهن يقفن فى مواجهة عمالقة الفن والإبداع والتمثيل لمجرد أنهن من ذوات البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعيون الملونة والقوام المياس طبيعياً كان أو من صنع جراحى التجميل، المهم أن كل هذا لن يفى بالغرض ولن يجعل منهن نجمات ومبدعات، إنما هى فترة ومرحلة وتمر مرور غير الكرام.

العديد من الأعمال الدرامية التى تعرض على الشاشة فى زمن الحظر والكورونا تم تصويرها فى عجالة وفى ظروف استثنائية من تباعد اجتماعى بين الممثلين خاصةً الكبار، فكانت معظم اللقطات والمشاهد ثنائية عدا القليل الذى نجد فيه مجاميع أو أكثر من ممثل وشخصية فى مشهد وكادر واحد.. وذلك أدى إلى ضعف فى بنية الأعمال الفنية من حيث التيمات والموضوعات والصراع المنشود؛ لأن كل تلك الأعمال لا نجد فيها اسماً واحداً من الأسماء المتميزة فى كتابة الدراما، ذلك أن فن الكتابة لهذا النوع الأدبى الفنى يحتاج إلى موهبة وفكر وتخصص وليس مجرد ورش عمل لشباب لديهم حرفية فى كتابة السيناريو والحوار لأفكار وموضوعات ضعيفة جداً لا تحمل أى مضامين أو رسائل ولا تقدم شخصيات تشبهنا، أى تشبه المشاهد فيتفاعل معها ويجد جزءاً منه أو أجزاء فى تلك الشخوص فيحدث ما يسمى التعارف والتمازج والتقارب فى المعنى والموضوع والسلوك، ومع أن مسلسل «لما كنا صغيرين» استند إلى قصة وحبكة بوليسية للمخرج «محمد على» والكاتب «أيمن سلامة» إلا أن ضعف الحبكة والدراما والبناء المتمكن للشخصيات لم يدفع بالعمل إلى النجاح المتميز، وإن كان وجود الفنان القدير «محمود حميدة» والفنان المبدع «خالد النبوى» قد أضاء جزءاً من العمل، فحميدة يؤدى دور الشرير بمهارة وحرفية وإتقان وجمال غير مسبوق يضاهى كبار النجوم، ومشاهده والأداء الفريد هو نقطة الجذب لمتابعة العمل فى مباراة فنية مع «خالد النبوى» الذى نضج وتمكن وأصبح يؤدى فى سلاسة ويسر وعمق يملك زمام الشخصية التى يؤديها، فـ«سليم» الدكتور والإعلامى ورجل الصناعة والتجارة الإعلانية يحاور ويناور «يس» المحامى المتمكن من القانون ومواد الأمن والشرطة لأنه كان ضابطاً فى السابق مع كونه أخ «حسن» المشاغب المتهم فى جريمة قتل.. و«ريهام حجاج» فى استعراض الأزياء والأحذية والشنط ذات الماركات العالمية والشعر الذى يحتاج إلى أمهر مصففى الشعر لإخراجه بهذه الصورة، حاولت جاهدة أن تكون ممثلة وليست فاترينة للعرض.

باقى الفريق فى المسلسل يقوم بدور كومبارس وسنيد لـ«دينا» أو «ريهام حجاج» التى تبحث عن قاتل صديقتها بين زوجها المدمن للهيروين و«حسن» الحبيب القديم و«سليم» أيقونة الإعلام والتجارة والسطوة وقدم «أشرف زكى» دوراً مكرراً للمحامى الذى يبيع شرفه ومهنته وذكاءه من أجل المال وخوفاً من بطش «سليم» أو «محمود حميدة»... وإن كانت جميع القضايا والمشاكل والجرائم تحل وتدار هكذا فى أقسام الشرطة التى تشبه غرف الفنادق الخمس نجوم فى الديكور والستائر والإضاءة، وكذلك تحمس وانفعال وتعاطف الضباط والنيابة مع الست دينا أو «ريهام حجاج» والمحامى المخضرم «يس» أو «خالد النبوى» لكانت المحاكمة تشبه المحاكم الأمريكية والفيدرالية.

«أيمن سلامة» كاتب متميز لكنه أسرع فى كتابة هذا العمل.. عودة النص فى مقدمة الدراما طوق نجاة لهذا الفن.