رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

« طلعت حرب بحث فى العظمة» ، كتاب رائع للمناضل الوطنى الكاتب فتحى  رضوان فى تمهيده للكتاب يصنف رضوان ـ رحمه الله ـ الرجال إلى أصناف أو أنواع ثلاثة ، رجال أفكار ، ورجال أعمال ، ورجال أقوال ، فى إشارة دقيقة إلى ضرورة ، توافق الفكر مع الواقع العملى وهو ما لا يتوفر لكثير من الناس ، لكنه اجتمع فى طلعت حرب، حيث كان على حد تعبير فتحى رضوان : حالم ، كما يحلم الشعراء ، وكاتب يعشق لفظه ويتذوقه ، وربما يتلمظ به ، ثم هو يعرف كيف يرصفه بعضه إلى جوار بعض فى سياق جميل ونظم بديع ولكنه رجل عمل ، رجل لا يحسن الجمع والطرح فحسب بل إنه كان يدعو أمته إلى أن تقيم حياتها على أساس حسابى فقد كان شعاره ( من حسب كسب ) ...

ويذكر د. جمال العسكرى إنها الرؤية التى رأى من خلالها حياة طلعت حرب الرجل الذى جمع بين رؤية العالم المثقف ورجل الأعمال وأخيرًا رجل السياسة على نحو ما يشهد تاريخه، وتدليلاً على ذلك من تاريخ طلعت حرب نفسه يسرد فتحى رضوان بعضًا من نشاطه الثقافى والفكرى العام قبل 1920م ـ أى قبل سنة إنشاء بنك مصر أحد أهم مشروعات مصر الحديثة ـ فأول موضوع استحثه على الكتابة هو حرية المرأة ردًا على كتاب قاسم أمين سنة 1899م ، ثم ثنى بكتابه عن دول العرب والإسلام سنة 1905 ، ثم ساهم فى الحملة ضد مد امتياز قناة السويس سنة 1910م ... الخ .

« أمة فى بنك « عنوان الفصل الأول من الكتاب، الذى يذكر فيه المؤلف تاريخ فكرة إنشاء بنك وطني، تاقت إليه نفوس المصريين، وكانوا يتوجهون إليه بقلوبهم كلما ضاقت أمامهم السبل، واشتد عليهم ضغط الأجنبى أو استحكمت حلقات الأزمة الاقتصادية، ولكن القدر كان قد ادخره لرجل مثابر ومؤمن يجمع بين بساطة المظهر، وخفوت الصوت، وبطء الحركة فى الظاهر، والدهاء وحسن الحيلة، وسعة الاطلاع، واتقاد الخيال فى الواقع، ذلك هو طلعت حرب. وكيف ضرب عرض الحائط بتقرير قدم إليه، والبنك يخطو أولى خطواته، يرجع بطءَ ورود الودائع فى البنك إلى عدم استخدامه للغة الأجنبية ولموظفين أجانب، وعدم جعل أسهم البنك ملكاً لحاملها يتداولها المصريون والأجانب، فقد كانت أسهماً اسمية يملكها مصريون... فقد رد على ذلك بأن الله يحب مصر حقاً، وقد أراد أن يكون فيها بنك خالص لمصر والمصريين، والله فعال لما يريد.

   دولة طلعت حرب «كان عنوان الفصل الثانى من الكتاب الذى استهله الكاتب بأنه كان فى وسع طلعت حرب أن يضع برنامج حزب، وخطة عمل لهذا الحزب، وكان سيجد لذة ومتعة، فى أن يشرف على أجهزة الدعاية فى هذا الحزب، وأن يتولى توجيه - إن لم يكن تحرير- صحيفة الحزب.   ولكن طلعت حرب، كان سياسياً نافذ البصيرة، لذلك رد نفسه عن أن تستهلكه السياسة الحزبية، فرغم مواهبه التنظيمية واطلاعه الواسع على شؤون مصر، وعلى صلته الوثيقة بكثير من كبار الرجال، فضلاً عن قدرته القلمية التى تضعه فى الصف الأول من كتاب أمته، اختار طريق المال والاقتصاد، فكان البنك، ولم يكن البنك وحده ليشبع أطماعه الروحية فكانت الشركات.

«mailto:medhatbeshay9