رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

كان الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، رحيمًا بفندق فى الغردقة، فلم يذكر اسمه حين سحب منه ترخيص العمل، لأنه امتنع عن سداد مستحقات العاملين فى موعدها.. ولو ذكر الاسم لصار الموضوع مثار تعليقات قاسية بين الناس! 

ولم يكن أحد يطلب ذكر اسم الفندق الذى قالت عنه الصحف وهى تنقل الخبر أنه فندق شهير، فالهدف ليس تجريسه ولا التشهير بصاحبه، ولكن الهدف أن يدرك أصحاب المنشآت الفندقية أن التخلى عن العمال فى مثل هذه الظروف عمل لا يجوز! 

نعرف بالطبع أن أصحاب هذه المنشآت يواجهون خسائر كبيرة منذ بدء انتشار كورونا، ونعرف أنهم يعانون منذ توقفت حركة السياحة مع بدء انتشار الڤيروس فى العالم، ولكن الذى نعرفه أكثر أن المعاناة طالت الجميع، فى السياحة وفى غير السياحة، وأن احتفاظ القطاع الخاص بالعمالة فى هذا الظرف مسألة لياقة اجتماعية، بقدر ما هى مسئولية واقعة على كل صاحب عمل فى مكانه! 

وقد مارست الدولة من جانبها واجب المسئولية الواقع عليها تجاه العمالة على أحسن ما يكون، فخرجت الأهرام صباح الأربعاء الماضى وفى صدرها مانشيت على لسان الرئيس يقول، إن على القطاع الخاص عدم المساس بمرتبات العاملين فيه، وأن الحكومة فى المقابل سوف تساعده! 

ولو كان صاحب فندق الغردقة قد تعامل مع معنى مانشيت الأهرام بالجدية الواجبة، لكان قد راجع نفسه قبل التخلى عن العمال، ولكان قد أدرك أن الدولة لن توافقه على قراره ولن تقره عليه، وأن عليه أن يساعد الدولة فى هذا الملف لتساعده! 

ولا يزال رجل الأعمال محمد جنيدى هو النموذج فى هذا الموضوع، وكانت البداية من جانبه عندما قال فى مداخلة على قناة «تن» الفضائية، إنه لن يتخلى عن العمال ولا عن الفنيين ولا عن الملاحظين فى مصانعه، وأنهم وقفوا معه من قبل فى مواقف كثيرة، وأنه سوف يتمسك بهم ويفعل ما يحقق صالحهم باستمرار! 

هذه فى الحقيقة علاقة مثالية بين صاحب عمل وبين الذين يعملون معه، وهى علاقة فى حاجة إلى أن يقتدى بها كل صاحب عمل آخر وأن يحذو حذوها! 

قرار الدكتور العنانى يستحق الإشارة إليه باعتباره قرارًا جادًا ومسئولًا، والتوجه الذى أعلنه رجل الأعمال جنيدى يستحق الإشارة إليه أيضًا وللسبب نفسه، فكلاهما.. القرار والتوجه.. تعبير عن إحساس مُقدّر بالمسئولية إزاء المجتمع والناس!