رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل لى ان أسجد لله عز وجل شكرا وحمدا، ان بعث لنا هذه الجرثومة التى تهدد البشرية كلها كبيرها وصغيرها، رغم كونها مجرد جرثومة لا ترى بالعين المجردة، ولكنها هددت كبار العالم وعظماءه.

هذه الجرثومة التى بعثها الله للبشرية، ربما تكون - فى تقديرى - فاتحة خير للعالم اجمع، خاصة ان الزعماء الكبار لم يسلموا هم او من حولهم منها، فلا شك ان زعماء العالم الآن يشعرون بمدى ضعفهم وضآلتهم امام عظمة وقدرة الله عز وجل، فهم الآن يتضرعون لله يطلبون الرحمة والرأفة بهم وبشعوبهم، اما هم فلا حول لهم ولا قوة. زعماء العالم واقوى دول العالم يقفون عاجزين أمام جرثومة صغيرة، جعلتهم يتذكرون انهم جميعا لا شىء امام قدرة الله سبحانه، فهو وحده الحامى للبشرية كلها.

جرثومة صغيرة لا ترى بالعين المجردة، ضربت اعظم واقوى دول العالم بضربات قاصمة، حتى يعلم الكبار فى هذه الدنيا انه لا شىء اقوى من قدرة الله عز وجل، فالبشرية كلها رغم ما بلغت من قوة وعظمة وعلم لم تستطع ايجاد علاج لتلك الجرثومة الصغيرة التى تكاد لا ترى بالعين المجردة - سبحان الله ولا اله الا الله. تصور يا عزيزى القارئ، العالم من اقصاه إلى اقصاه، رغم مرور اكثر من ثلاثة اشهر على ظهور هذه الجرثومة اللعينة، لم يستطع ايجاد علاج لها، وكأن الله سبحانه يقول للبشر جميعا انه الذى يمنع ويمنح، وانه وحده القادر على الشفاء، فلا قوة لبشر تعلو على قوته، ولا عظمة لاحد تعلو على عظمته.

جرثومة صغيرة تكاد لا ترى بالعين المجردة تحاصر الآن العالم من حولنا، ورغم التحصينات والتدابير والقيود استطاعت تلك الجرثومة ان تشق طريقها وتصيب اغنى اغنياء العالم وزعماءه الكبار، لم يفلت من سهامها اغنى أو فقير، عالم ام جاهل، رجل ام امرأة، طفلا وكهل، وكأن الله سبحانه يقول لبشرية، انكم مهما وصلتم اليه من قوة أو المال أو العلم ف‘ن قدرته سبحانه وتعالى اعلى واعظم. فها هو العالم من حولنا خائف يرتعد من مجرد جرثومة لا ترى بالعين المجردة، كل الدول من حولنا وضعت القيود والتدابير للحد من حركة البشر، لدرجة ان بعض البلاد اصيبت الحياة فيها بشبه شلل تمام.

لقد ارسلها الله سبحانه وتعالى إلى هذا العالم المتعجرف تلك الجرثومة الصغيرة، يذكره بها انه سبحانه هو القادر على كل شىء وانه يعلو لا يعلى عليه، حتى يفيق العالم من حولنا - خاصة الزعماء الكبار - ويعودوا لرشدهم، وان يتسامحوا فيما بينهم، وينهوا الخصومات والصراعات والقتل والدمار. هذه الجرثومة اللعينة رسالة من الله سبحانه للبشرية كلها يذكرهم بها بقدرته سبحانه وتعالى، فهل يا ترى سيفيق العالم من غفوتهم ويعلم زعماؤه الكبار ان كل شىء بيد الله وحده؟؟ هل يا ترى ستجعل هذه الجرثومة حكام العالم يغيرون من سياساتهم ويعملون جميعا من اجل الخير للبشرية كلها؟؟ الله اعلم!!

اننى اسجد لله شكرا وحمدا ان بعث الينا بهذه الجرثومة القاتلة، نذيرا للزعماء والعظماء فى هذا العالم لكى يعلموا ان هناك من هو اقوى منهم، فهناك رب الدنيا الأقوى والاعظم وهو القادر على ان يحيى ويميت، ولعلها تكون انذارا لكى يحسنوا فيما بينهم، وان يكفوا عن ايجاد الوقيعة بين الشعوب، فالذى حدث فى منطقتنا العربية كان صنيعة هؤلاء الزعماء، لكى تقتتل شعوبنا مع بعضهم البعض.

زعماء العالم الذين اخترعوا القنابل الذرية، والقنابل الهيدروجينية، ووصلوا إلى القمر وما هو ابعد من ذلك، الآن هم عاجزون امام مجرد جرثومة صغيرة تكاد لا ترى بالعين المجردة، يتضرعون لله خوفا وفزعا طالبين رفع البلاء عنهم وعن شعوبهم.. ولكن، رغم ان هذه الجرثومة قاتلة، فإن الله سبحانه وحده الذى لا يحمد على مكروه سواه.

وتحيا مصر.