رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تطوير الإعلام فى مصر يحتاج إلى نظرة موضوعية علمية وعالمية لأن قضية التطوير لا تعنى تغيير الديكور والوجوه واستضافة الشخصيات الجدلية أو الهزلية والترويج لمنتج أو لفيلم أو لأغان هابطة بدعوى مواكبة العصر والسوق التجارى وحتى التغطية الإخبارية لموضوع كورونا ما زلت تنحصر فى بعض الصور التى عرضتها قنوات أخرى أجنبية وبعض الإحصاءات من قبل منظمة الصحة العالمية على الرغم من أن هذا الأمر يخص اقتصاد العالم واقتصاد مصر قبل الصحة وأعداد المصابين وقنوات التليفزيون العالمية تتابع الموضوع من جميع جوانبه عبر مراسلين وتحقيقات وتصوير وقصص واقعية وتدخل من الحكومات والمسئولين وشرح الاستعدادات والإجراءات التى تتخذها كل دولة على حدة ومدى التقدم الذى يجرى فى المعامل من أجل تحديد الفيروس كنوع متطور ومختلف من أنواع الإنفلونزا ومحاولة طمأنة المشاهد والجمهور فعلياً عن طريق تلك الأفلام والتحقيقات فى شتى أنحاء العالم وأيضاً عن طريق توضيح الأعداد والوفيات ومقارنة عدد وفيات كورونا مع عدد وفيات الإنفلونزا العادية حيث تجاوز عدد وفيات كورونا فى شهرين 3000 حالة، بينما عدد وفيات الإنفلونزا فى أمريكا سنوياً يتراوح ما بين 20 ألفاً إلى 60 ألف حالة حسب تصريحات منظمة الصحة العالمية ومن هنا نجد أن قضية فيروس كورونا هى إن كانت قضية صحة ووباء عالمى إلا أنها أيضاً قضية اقتصاد سوف يؤثر سلباً على العالم خاصة العالم الثالث وتلك الدول التى تعتمد على المنتجات الصينية لرخص الأسعار والأيدى العاملة وجميعها قضايا حيوية ومهمة علينا الاستعداد لها وكذلك فأن أزمة كورونا أظهرت حجم الضحالة والسطحية التى عليها الإعلام فى ثوبه الجديد القديم جداً وأن الشكل الإعلامى الحوارى قد عفى عليه الدهر ولم يعد هو المطلوب فى الإعلام الجديد، وأن تسطيح الفكر والإصرار على تحدى ومعاندة الجمهور من أجل الربحية والجماهيرية ورفع معدلات المشاهدة أصبحت قضية خاسرة وأداه إعلامية لا تصلح مع الفضاء الكونى الفسيح المنفتح على العالم فى المعلومات والأخبار وأنه لا يمكن أن نظل ندور فى فلك الأشكال والأطر الإعلامية التى كانت موجودة فى الستينات وذلك النظام الإعلامى الشمولى الأحادى الصوت والفكر من أجل الحشد وشحذ الهمم وتوحيد الصف الذى كان يقوم بهذا بالتوازى مع وجود حقيقى لدور الدولة فى الإنتاج المسرحى والسينمائى والتليفزيونى والصحافة ونرد مساحات لكبار المبدعين والكتاب ما جعل مصر قوة ثقافية وفنية لا تقل عن القوة العسكرية والسياسية على مدار أكثر من نصف قرن ولكن محاولات شراء الإعلام كما تم شراء الرياضة والفن من قبل بعض الجهات العربية لتدمير تلك القوة لا يجب أن تمر ولا يجوز أن نتقبلها وتتبناها بعض الأجهزة لأن تأثير الإعلام السيئ والفن الهابط قد أثر على السلوك وعلى اللغة وعلى الفكر فى الرياضة والفن والإبداع وتحولت الشخصية المصرية إلى العنف الممنهج والسوقية والابتذال اللفظى فى حالات الاختلاف ومن هنا تتحول الشخصية والقوة الناعمة والرياضة إلى مناحٍ واتجاهات تؤثر على مكانة ووضع مصر اجتماعياً وسياسياً وتغير صورة الفنان المصرى والكاتب والرياضى وحتى المدرس والطبيب وحين نصدر هذا العبث والردىء فإننا ننشر فيروس أشد فتكاً من كورونا سوف يضرب الاقتصاد والسياسة والمكانة المصرية عربياً ومحلياً... أن الإعلام له ذات الأهمية مثل الصحة والتعليم ورغيف الخبز... والتطوير يحتاج لعلاج جديد لهذا الفيروس الحالى.