رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

 

 

 

هنيئاً لك تراب مصر الطاهر، بالأمس احتضنت مثالاً للعزة والكبرياء وحب الوطن والنقاء، احتضنت فنانة  كانت لى ولجيلى المثل الأعلي، والنموذج  الراقى لتصفيف الشعر والتسريحة الرائعة وذيل الحصان المؤثر والنظرة الأعلى الثاقبة القوية.. نادية لطفى بأزيائها وحبها لكل ماهو طبيعى  والتلقائية  التى لا تخطئ فى كل تعاملاتها لديها طابع العزة والكبرياء ولم نسمع عنها إلا كل ما يشرف الفن المصرى ويدفعك دفعاً  لحبها واحترامها.. كانت متفردة بالوسط الفني.. وكان كل من الشعب المصرى واللبنانى يراها فى مواقفها الوطنية فيزداد لها الاحترام والحب وتعلم العطاء بلا  ضجة إعلامية ولا تردد على الصحف، فلم أرها لأكثر من 40 عاما بصحيفة أو بأحد مكاتب التليفزيون وعندما لا يعرف المنتج والمخرج وشباب الفنانين قيمتها الفنية تلزم بيتها وتجد  نفسها فى مجالات كثيرة..

عرفتها عقب حرب اكتوبر 1973 مع د. زينب السبكى رحمهما الله ـ اثناء حملات جمع الدم وحينما طلب وزير صحة حرب اكتوبر د. محمود محفوظ التوقف عن التبرع أثناء الحرب لعدم  القدرة على حفظ الدم الزائد قالت بصوتها العالى المميز إذن نشترى ما يتم فيه حفظ الدم «أو» نوزعه على المحافظات ك"مخزون" وحاول المسئولون ان يشرحوا لها فقالت كلمة لا أنساها «أنا مستعدة اتبرع بدمى مرات عديدة ونبيعه خارج مصر وندعم  المجهود الحربي» هذه فنانة حقيقية ولهذا فالشعب المصرى حزين بحق على وفاتها وحزين أكثر على  اننا تركنا مثل هذه "الأيقونة"  دون الاستفادة منها ومن وطنيها لقد كان لديها القدرة على بث الوطنية فى أجيال من الفنانين، الجميع  يعلمون كيف يعيشون بيننا ويعيثون فى الأرض فساداً كمن ترقص عارية  وتمثل بأسلوب يرسل أطفالنا للأحداث و يدفع شبابنا لظواهر لم نعتدها من الاغتصاب والتحرش والطلاق المبكر لأنها تقدم نموذجا للزواج الخاص وما أبعد من ذلك.. إن لقاء تليفزيونيًا أو تليفونيًا لنادية لطفى كان يبث الأمل فى نفوس الكثير وعرض أحد أفلامها يجعل أغلبية مخالفي الخلق  والأدب يفكرون.. إنها نموذج يدرس بالمدارس يا عالم.. كنا بالمدارس لدينا حصة للتربية الوطنية وحصة للريادة وندوات  ولقاءات مفتوحة مع مدرسينا وكانوا أساتذة ومعلمين بحق وحقيقى فيسألوننا عن «مثلنا الأعلي» وكنا نجيب بعدد من الفنانين ومنهم أم كلثوم فى العظمة والكبرياء  ونادية لطفى فى الوطنية والعزة والنظرة العالية بعينها الجميلة وازياء وتسريحة سعاد حسنى  ولا ننسى «كحكة زوزو» فى فيلمها الشهير فساتين الحب الضائع علي الرغم من قصرها الحاد وفريد الأطرش برقيه  وعبدالوهاب بالوسوسة الشهيرة وهكذا، وبعد ذلك وصل البعض ـ وأكرر البعض ـ بالفن لأسفل سافلين ووصل الحد الى تحريم الأغانى والنظر لعرى فستان فنانة عظيمة ولا ننظر لفنها ورقيها وقيمتها التى تبثها  فى أجيال وستظل كالناقوس يدق فى آذان من أرجعنا للوراء  ومن يحاولون حتى الآن وإما ترحل بهم أو تعيدهم للحياة الحلوة الجميلة التى عاشها جيلى ومن سبقنا من أجيال..

ورحم الله من مات وهدى من بقي..