رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

إنه أول يوم فى عام جديد.. كل سنة وكل البشرية الطيبة طيبين، سنه طويلة قدامنا يا رب حقق أحلامنا، فرحنا وأسعد أيامنا، وأحفظ أولادنا وبلادنا وأجبر بخاطرنا.. وغير يا رب الألم والحزن والخيبة التى حملها لنا العام الماضى.

هذه الأمنيات وكراسات من الكلمات كتبناها على صفحات التواصل الاجتماعى.. نتبادلها نهديها لاحبائنا وأصدقائنا، لنحمل العام الجديد نفس ما حملناه للعام الماضى ولكل الأعوام التى سبقت، نحمل الأيام خيباتنا، صدماتنا فى الحياة وفى الأشخاص، بل ونحملها فقرنا ومرضا وفشلنا، وكأن الأيام هى المسئولة عن كل هذا وليس نحن، نعم انفسنا.. تصرفاتنا، سلوكنا، علاقاتنا، ضمائرنا، وما عملته أيدينا من فساد، لذا ابشركم جميعا ولا أنفّركم، ان عام 2020 سيكون مثل كل ما سبق، لن يتغير فيه شىء للأحسن أبد، مهما لعنا ما مضى وتمسحنا بالأمنيات فى الوافد الجديد.. إلا إذا قمنا بتفعيل ارادة التغيير للأفضل فى كل شيء.

يا قوم.. الأمنيات لن تغيرنا للأفضل، ما لم نصوب مساراتنا، ونصحح ضمائرنا، من يكذب ليحقق مصالح او يخفى حقائق أو يضر غيره، عليه ان يتوقف ويعاهد نفسه والله الا يكذب، فالكذب تدمير للنفس وقتل للضمير، الكذب فجور والفجور يهدى إلى النار، من يخن، عليه يقرر فى العام الجديد ان يتوقف عن خيانة أى بشر حوله، الخيانة قتل لمشاعر الآخرين وكسر للقلب وافقاد للثقة، وإذا ضاعت الثقة بين الأزواج.. الأصدقاء، بين أى أفراد، انتشر الشر ورغبات الانتقام، ونفثت الأحقاد، من كان يسرق، عليه ان يتوب أمام الله ونفسه، ويكفى المجتمع شر سرقاته، سواء كانت السرقة مال الغير وأكل حقوقهم، أو سرقة من أموال العمل المؤتمن عليه، أو حتى سرقة الوقت من ساعات العمل، عليه ان يصحح، ويؤمن ان الله سيعوضه برزق حلال عما كان يسرقه، فالحرام لا ينفع ابدا.

من كان يغش فى عمله بضمير ميت، أو من اساء استخدام سلطاته ووظيفته واستغل نفوذه واهدر مالا عاما أو عطل مسارات عمل التزاما بالبيروقراطية أو طمعا فى رشوة، عليه ان يتوقف، ويرى ان عقاب الله قادم لا ريب فيه وان فى التوبة نجاة، من كان يتقاعس عن اداء واجبه تجاه مذاكرته، تجاه اسرته وأولاده، تجاه عمله، تجاه المجتمع، عليه ان يراجع نفسه، ليرتاح ضميره وينال رضا الله ورضا من حوله، السعادة فى هذا الرضى، من كان بخيلا عليه ان يتوب، ويفك يده المغلولة حول عنقه قبل ان يموت ويترك ما كنزه لورثة يهدرونه أو يكوى بماله فى الآخرة، من كانت الشهوات والرذيلة منهجه، عليه ان يتوقف ويتوب، ويسعى إلى الحلال، حتى لا يواصل فى اهداء جسده إلى امراض الدنيا والى نيران الآخرة.

كل واحد منا يجب ان يغير من نفسه، ويترك ما يغضب الله وما يغضب من حوله، ان ينقذ نفسه قبل ان يأتى يوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، بدون ان نصحح مسارات سلوكنا وأخلاقنا وضمائرنا، سنواصل تدمير انفسنا واسرنا ومجتمعنا، مجتمع بلا أخلاق لن يتقدم حاله مهما علا البنيان وازدهر الاقتصاد، وحتى دعاؤنا لله لن يستجاب الا بشروط، الإخلاص لله تعالى، والإيمان والصبر والاستغفار والاعتراف بالذنب والإكثار من الأعمال الصالحة والحفاظ على الصلاة، و الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، الابتعاد على جميع المعاصى، فهل اى منا يوفى هذه الشروط ليستجيب الله دعاءه ويحقق له معجزات سماوية من رزق وفير بعد فقر، أو صحة بعد مرض، او نجاح بعد فشل، ام اننا نرتكب كل المعاصى والموبقات بلا توبة، ونتساءل.. لماذا لا يستجيب الله دعاءنا، ولماذا لا يغيرنا الله للأفضل، لماذا الأيام متشابهات فى الفقر والنحس والنكد، لا تظلموا الأيام.. الأيام ليست الا ساعات تمضى امامنا.. المهم ما نعمله فى تلك الساعات، وما نقدمه لأنفسنا، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم.

صدقونى عام 2020 سيكون كالعام الماضى والذى قبله، ان لم نتغير جميعا للأفضل، مع انفسنا، مع الآخرين وسنواصل تعليق كل الخيبات على شماعة الأيام.. وكل عام وأنتم بالف خير.

[email protected]