عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

فتحت الميليشيات الإليكترونية التابعة لجماعة الإخوان فى أنحاء العالم أبواقها، ضد مصر وزعيمها، لتقول إن الجيش التركى أقوى من الجيش المصرى، وأن الأخير هو الخاسر فيما  لو حدثت مواجهة بين الطرفين، بسبب مذكرة التفاهم  التى وقعتها حكومة الوفاق الإخوانية، الذى يقود ميليشياتها فايز السراج، مع الرئيس التركى أردوغان، الذى يبحث عن أمجاد خارجية فوق الأرض الليبية، لاسيما أن شواطئ ليبيا كانت  فيما مضى جزءا من السلطنة العثمانية، التى يحلم باستعادتها. ونوهوا فى هذا السياق بأن قاعدة انجرليك التى تحتفظ فيها الولايات المتحدة الأمريكية بتحوى خمسين قنبلة جاذبية نووية ، تدخل فى إطار الاستراتيجية التى يعمل بها حلف شمال الأطلنطى، وهو منطق أرعن يتباهى بقوة فى غير موضعها و«بشعر بنت أخته»!

وجاءت تلك الخطوة بعد أن  تزعزعت أوضاع أردوغان  الداخلية، بالتراجع الذى اخذ فى الصعود للوضع الاقتصادى الداخلى، والتدهور فى الاحوال المعيشية للأتراك  ،والانشقاقات التى طالت حزب العدالة والتنمية الذى يقوده، والتذمر المجتمعى من السجون التى باتت مفتوحة لآلاف من الصحفيين والكتاب والعسكريين والقضاة واساتذة الجامعات، بعد محاولة الانقلاب المزعومة  التى جرت على نظامه قبل أكثر من عامين  ، واتخذ منها تكأة  للتخلص بالقتل والاعتقال والإغلاق والمصادرة، والهجرة القسرية لكل معارضيه، هذا فضلا عن فشله فى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى!

أما فى الوضع الليبى، فإن الانتصارات العسكرية التى أضحى الجيش الوطنى الليبى يحققها على الميليشيات الإرهابية التى تؤويها حكومة السراج، واقترابه من دخول طرابلس، وتحريريها من أيدى هؤلاء، قد عجلت بهذا الاتفاق، الذى لا يفتقد فقط الشرعية داخل ليبيا، لأن البرلمان لم يوقعه، بل كذلك لا شرعية دولية له. لكن الاتفاق، الذى يصعد التعاون العسكرى بين الطرفين لوتيرة متسارعة، لوقف تقدم الجيش الليبى للسيطرة على طرابلس من ناحية، وفتح الباب من ناحية ثانية للنشاط البحرى التركى للمرة الأولى من هذا الجانب من شاطئ البحر المتوسط، يشكل تهديدا صريحا  للأمن القومى المصرى، ولا سند شرعيا له سوى المنهج العصابى القائم على أن الإخوانى للإخوانى، كالبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا. وهو من ناحية ثالثة تصفية للحسابات مع مصر وقيادتها وشعبها، لنجاحهم فى إسقاط نظام جماعة الإخوان فى ثورة شعبية عارمة فى الثلاثين من يونيو 2013، بعد عام حالك الظلام من حكمها الفاشل والفاشى، أضفت بظلالها على السودان، فتخلص بدوره من نظام جماعة الإخوان، الذى خرب البلاد ونهبها وأشعل بها حروبا دينية وطائفية على امتداد ثلاثين عاما!

أوهام أردوغان فى استعادة الأمبراطورية العثمانية، هى ما يطمح إليه من التواجد  داخل الشواطئ الليبية، ومن خلال محاولة عرقلة الاتجاهات الاصلاحية التى يقودها الأمير محمد بن سلمان فى السعودية، عن طريق تبنى مجموعات دينية متشددة تعترض من مفهوم فقهى عليها، بالإضافة إلى السعى لانشاء منظمات إسلامية، بديلة للمؤتمر الإسلامى، لكى يرث أردوغان زعامة العالم السنى، التى تقف المملكة السعودية بما تحظى به من مكانة دينية فى العالم الإسلامى عائقا أمام حدوثه. لن يردع هذا التحرك السفيه  إلا القوة. فاطراف عدة فى المجتمع الدولى، مازالت تستخدم جماعة الإخوان  الإرهابية فى المنطقة لصالح أهدافها الاستعمارية، فى سوريا كما فى ليبيا وتونس وتركيا بطبيعة الحال. ولا بديل هنا عن موقف عربى موحد، تعمل فيه مصر مع المجموعة الخليجية لإحياء اتفاقية الدفاع العربى المشترك لكى يدرك أردوغان والسراج ومن يلف لفهما، أنه لا عودة للوراء فى دول المنطقة، ولا مكان لحكم جماعة الإخوان الإرهابية  فى دولها، مهما طال التصدى لجرائمها ولداعميها ومموليها، ومهما كَبُرت التضحيات.